كشف موقع أمريكي أن ولاية “إنديانا” الأمريكية، التي كان يطلق عليها في السابق “هوسيير”، تعد واحدة من الولايات غير الودية مع المهاجرين، نتيجة فرضها لمجموعة من القوانين الصارمة في حق الأجانب، وخاصة من ينحدرون من أصول إفريقية.
وجاء في تقرير الموقع الأمريكي “Indiana capital chronicle”، أنه مع حلول نهاية سنة 2023، يجب الوقوف لحظة للتأمل على التحديات والنواقص التي عانى منها المهاجرون الوافدون إلى ولاية “هوسيير” خلال العام الذي مضى.
وتابع الموقع أن “الديانات السماوية الكبرى تحث على الاعتناء بالضيف أي المهاجر، حيث أن الكتاب المقدس للمسيحيين، يقدم مفهوم ‘الأقل من بيننا’ باعتباره الأهم، بينما تشير التوراة إلى أنه يجب أن نحب الغريب كما نحب أنفسنا، فيما يقول القرآن أنه ينبغي أن نمنح الثروة للأقارب والأيتام والمحتاجين والمسافر”.
وذكر المصدر ذاته، أن بيانات معهد الهجرة الأمريكي تشير إلى أن أزيد من 397,000 فرد في ولاية “إنديانا”، يقولون إنهم مولودون خارج البلاد خلال سنة 2021، وعلاوة على ذلك، خلال الفترة من سنة 2000 إلى 2021، شهدت الولاية تغييرا في السكان يزيد عن 100 بالمئة للأفراد الذين ولدوا في خارج البلاد، وفي حين أن 38 بالمئة من هؤلاء الأفراد من أصل لاتيني، فإن الذين يأتون من آسيا وإفريقيا يزدادون بشكل ملحوظ بين أولئك الذين يعتبرون “إنديانا” وطنًا لهم.
ويشارك المهاجرون، بحسب الموقع، بشكل فعال في سوق العمل؛ حيث يمثل الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فما فوق، أكثر من 6 بالمئة من سوق العمل في الولاية، ويظهر تأثيرهم الاقتصادي أيضا من خلال ريادة الأعمال، والوظائف في مجالات الرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا، وكذلك في مجالات الضيافة وخدمات اللوجستيك.
وأكد التقرير ذاته، على أنه في سنة 2017، دفع المهاجرون ما مجموعه 2.6 مليار دولار في الضرائب المحلية والولاية والفيدرالية.
وعل الرغم من إسهاماتهم العديدة، فإن ولاية “إنديانا” أي “هوسيير” ، قد وضعت تشريعات تمنع المهاجرين الذين لا يتمتعون بوضع قانوني، من الحصول على رخصة القيادة، وتكاليف الدراسة بالولاية والحماية من الممارسات الاستغلالية من قبل ملاك المنازل.
ولفت الموقع إلى أن هؤلاء المهاجرين يتوافدون على بعض الولايات الأمريكية كولاية “إنديانا”، للهروب من ظروف قاهرة ومرعبة في بلدانهم، حيث يعيشون الفقر بسبب الأنظمة التي أنشأناها لمنع ازدهارهم.
وأبرز الموقع أن البيانات تؤكد على أن المهاجرين هم الأكثر عرضة للاستغلال من قبل ملاك المنازل في الولاية، الذين وصفهم بـ”المفترسين”، كما أن منع هؤلاء المهاجرين غير الموثقين من الحصول على رخصة قيادة وعلى حقوق أخرى، يجبرهم على ارتكاب مخالفات قانونية لتأمين لقمة عيشهم، خاصة وأنهم بدون تلك الهوية، يصبحون غير قادرين على الحصول على أبسط خدمات الرعاية الاجتماعية.
وفي كتابها الأخير “مجموعنا”، تشير الاقتصادية، هيذر ماكغي، إلى أننا “نخسر عندما نؤمن بنموذج الفوز الصفري، وهي الفكرة التي تعتقد بأن التقدم يأتي لبعضنا على حساب الآخرين. ومع ذلك، على الرغم من التحذيرات الدينية الواردة في الكتب المقدسة للديانات السماوية الثلاثة، نستمر في تعزيز السرد الذي يقول إنه من خلال منح الآخرين نخسر أنفسنا”.
وأضاف الموقع أن المعتقدات الدينية تؤكد على أن “جميع الأشخاص بغض النظر عن المكان الذي ينتمون إليه، أو الحالة القانونية، أو القدرة على التحدث بالإنجليزية، أو ظروفهم الحياتية، يستحقون كرامة لا تُقدر قيمتها بثمن”.
وخلص الموقع إلى أنه يتمنى أن تتمكن ولاية “إنديانا” خلال السنة المقبلة، من وضع سياسات تراعي ظروف المهاجرين وتقدم الدعم لهم وتجعلهم يشعرون كأنهم في موطنهم.