مونديال كرة القدم..انعكاسات تاريخية على الدول المستضيفة

مونديال كرة القدم

تشكل كرة القدم لعبة رياضة يخيم عليها طابع إنساني وأخلاقي، يوحد الشعوب وتنصهر فيه كل الاختلافات والاعتبارات الثانوية، وتتوحد فيه الهتافات وتشجيعات الجماهير الملونة بأعلام دولها، فتتشكل لوحة إنسانية، تحتفي بكل الأجناس والثقافات، لكن روعة هذه اللعبة، لا تقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل تتجاوزه إلى تحقيق الدول المستضيفة، لمنافع وعائدات اقتصادية ومالية مهمة.

وعلى قدر ما يتطلب تنظيم واستضافة كأس العالم، من تكلفة كبيرة وباهظة، باعتباره تظاهرة رياضية عالمية، تستقطب فرقا عالمية ومشجعين دوليين، إلا أنه في نفس الوقت، يعود بالنفع على الدول المضيفة، بفضل العائدات والأرباح الكبيرة التي تجنيها هاته الدول، سواء على المستوى الاقتصادي، والسياحي، والعقاري، والاستثماري والبنيات التحتية.

ونالت ألمانيا سنة 2006، شرف استضافة كأس العالم، وأعلنت آنذاك الحكومة الألمانية، أنها أنفقت حوالي 6.2 مليار دولار، من أجل تطوير البنية التحتية، لاحتضان هذا الحدث العالمي، عبر تجهيز عدد من الملاعب ووسائل النقل والمواصلات.

ومقابل هذا، جنت ألمانيا مجموعة من الأرباح الطائلة، حيث بلغ دخلها 194 مليون دولار، إلى جانب الناتج القومي الألماني حينها، والبالغ 3 تريليونات دولار، و2 ملياري دولار آخرين من العائدات السياحية.

وفيما يتعلق بالقطاع السياحي، فقد سجل زيادة مهمة في إنفاق السياح 60 مليون يورو، بالمقارنة مع السنة التي سبقت تنظيم كأس العالم.

وفي سنة 2010، حين منحت “الفيفا” جنوب إفريقيا، مهمة تنظيم واستضافة كأس العالم في نسخته 19، والتي كانت أول مرة ينظم فيها المونديال في دولة إفريقية، قامت الحكومة بإنفاق حوالي 3.5 مليار دولار، حسب ما أعلنه آنذاك، وزير المالية، برافين جوردهان.

وكانت قد أشارت وزارة الاقتصاد والمالية بعد المونديال، أن الإيرادات التي حققها تنظيمه، شملت توفير 50 ألف فرصة عمل دائمة، وجني حوالي 2.5 مليار دولار من الضرائب والرسوم الإضافية، كما أن مداخيل كأس العالم، أضافت ما بين 0.3 و0.7 نقطة مئوية إلى النمو الاقتصادي لجنوب إفريقيا.

وقدرت الحكومة الروسية، بعد نيلها شرف استضافة كأس العالم، في سنة 2018، بحسب ما نقلته وكالة “إنترفاكس الروسية”، الميزانية المخصصة لكأس العالم، في أزيد من 20 مليار دولار، لإنشاء البنية التحتية الأساسية لاستضافة هذه التظاهرة، كما وقع بوتين آنذاك، على قانون يسمح للمشجعين الأجانب بدخول روسيا دون الحاجة للتأشيرة.

وبعد احتفالية المونديال، أكدت رئيسة رابطة وكلاء السياحة الروسية، مايا لوميدزه، أن إيرادات الاقتصاد الروسي من بطولة كأس العالم لكرة القدم، تجاوزت 850 مليار روبل روسي، أي ما يعادل 13 مليار دولار.

وكانت النسخة الأخيرة من كأس العالم، التي نظمت في قطر، الأغلى على الإطلاق، حيث أنفقت الحكومة القطرية، ما مجموعه 220 مليار دولار، من أجل الاستعداد للعرس الكروي العالمي، عبر إنشاء ملاعب ضخمة وكبيرة بمواصفات عالمية، وكذا مشاريع البنية التحتية، لاستيعاب عدد كبير من المشجعين الوافدين.

ومقابل هذا الإنفاق الكبير، كانت قيمة الإيرادات والعائدات الاقتصادية، الأعلى في تاريخ كأس العالم، حيث وصلت إلى 17 مليار دولار، موزعة على 8 مليارات ريال من العائدات المالية المباشرة، و9.9 مليارات ريال من العائدات الاقتصادية طويلة الأمد، ناهيك عن نمو الاقتصاد القطري بنسبة 3.4 في المائة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

مغربي ضمن قائمة فريق ميلان الإيطالي

تشيلسي يعزز صفوفه بالإدريسي

تقنية جديدة في تداريب الوداد تخلق جدلا.. وتفاؤل كبير لدى الجماهير

الإصابة تحول دون انتقال دولي مغربي إلى موناكو

عقوبة قاسية للشيبي ولجنة الانضباط تحسم قرارها بعد تدخله الخطير على الشحات