ميلونشون.. الرجل الذي تؤرق مواقفه صانعي القرار بفرنسا

جون لوك ميلونشون

يوصف جون لوك ميلونشون، بالرجل الذي يقلق “ماكرون”، مواقفه في كف، ومواقف الحزب الحاكم في كف آخر، وحيدا وسط حشد يندد بشعارات معادية للمسلمين، فيما ينشد صوته فقط عبارات الإنسانية والتسامح.

هو منقذ فرنسا من نفسها ومن مخربيها، ممن يشعلون فتيل الفتنة بين الطوائف الدينية هناك، يحمل على عاتقه ثقل أفكاره ومواقفه، التي لطالما أرقت كيان صانعي القرار، ليكون بذلك صوت من لا صوت له.

إنه جون لوك ميلونشون، سياسي فرنسي من أصول مغربية، وابن مدينة طنجة الدولية، التي ولد فيها سنة 1951، وعاش فيها رفقة والديه، إلى حدود سنة 1962، حين انتقل مع عائلته إلى فرنسا، وعلى الرغم من نشأته هناك، إلا أنه بعد مرور سنين طويلة، م اتزال روح عاصمة البوغاز تسكنه.

مساره الدراسي
حصل ميلونشون في سنة 1972 على شهادة الإجازة في تخصص الفلسفة، واشتغل كمدرس في السلك الثانوي والتقني، وبالموازاة مع ذلك، عمل كمصحح في إحدى المطبعات، ما مهد له الطريق للاشتغال في الصحافة، من خلال عمله كصحفي في مجلة “لا ديبيش دي جورا”، وبعد تجربته الأولى في الصحافة، راكم كذلك مجموعة من التجارب الإعلامية.

عالم السياسة
أما ولوجه إلى عالم السياسة، فلم يكن بمحض الصدفة، بل كان نابعا من رغبة عميقة لاكتشاف خبايا هذا المجال، فقد دخلها من باب الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، ليكون بعدها في سنة 1976، عضوا في الحزب الاشتراكي، الذي كان يرأسه آنذاك فرنسوا ميتران، فانتخب في سنة 1976، عضوا عن الحزب الاشتراكي، في بلدية مدينة “ماسي” جنوب باريس، وانتخب فيما بعد، كعضو بالمجلس المحلي لإقليم أيسون.

كل هذه التجارب السياسية التي راكمها، أهلته لشغل منصب الوزير المنتدب المكلف بقطاع التعليم المهني، وكانت هذه هي تجربته الحكومية الوحيدة، ليتم بعدها انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ، وأثناء تواجده في الحزب الاشتراكي، قرر الانتماء إلى الجناح اليساري المتشدد، وكان في فترة وصول فرونسوا هولند إلى كرسي الرئاسة، أي في سنة 2012، من أشد المعارضين له، ليغادر بعدها الحزب مكرها، ويقرر تأسيس حزب يساري آخر، اختار له اسم “فرنسا الأبية”، والذي ما يزال يتزعمه إلى حدود الآن.

وفي سنة 2017، ترشح ميلونشون للانتخابات التشريعية، وظفر بأحد المقاعد في مدينة “مرسيليا”، وهو معروف بشخصيته القوية،
وحنكته الديبلوماسية، وكذا ذكائه السياسي، كلها أشياء جعلته ينجح في جمع كل الأحزاب اليسارية تحت جناحه، لكن هذه الشخصية، كما تجلب له أتباعا، فهي تخلق له أعداء كذلك، سواء كانوا منتقدين من اليمين أم من اليسار أم من عامة الشعب.

مواقفه المساندة للمسلمين والعرب

يعتبر جان لوك ميلونشون، من أكثر أصوات المعارضة الفرنسية دويا، حيث ينتقد سياسات إيمانويل ماكرون، التي تستهدف المسلمين، وتحد من حريتهم في فرنسا، حيث شوهد في أكثر من مرة وسط مظاهرات مناهضة للعنصرية “الإسلاموفوبيا”، والتضييق على المسلمين، وكان قد وعد في برنامجه الانتخابي، للسنة الماضية، بإلغاء قانون “الانعزالية الفرنسية”، الذي يشمل اضطهادا كبيرا ومباشرا ضد المسلمين في قالب مقنن، وكان قد تم وضعه من قبل حكومة ماكرون.

وكشف استطلاع رأي سابق، أن ميلونشون، يحظى بتأييد كبير من طرف أفراد الجالية المغربية، حيث أوضح الاستطلاع، أن 38 بالمئة منهم، يرغبون في منح أصواتهم له، فيما أكدت 25 بالمئة المتبقية، أنها تنوي منح أصواتها للرئيس المنتهية ولايته.

“أنا لا أحتقر بلدي.. فقط معجب بالمغرب”
وفي مؤتمر صحفي، نظم يوم أمس الخميس، في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق، بمدينة الدار البيضاء، قال ميلونشون، إن تصريحاته الأخيرة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والتي دعا فيها فرنسا إلى التخلص من عجرفتها الزائدة، والنظرة الفوقية إلى الدول الأخرى، قد جرت عليه وابلا من الانتقادات اللاذعة والرجم الإعلام،ي إلى حدود اتهامه بـ”احتقار فرنسا”.

وأكد خلال المؤتمر نفسه، أنه لا يحتقر بلده، بل هو فقط “معجب بالمغرب، وتناغمه، وتضامنه، والشعب ومبادراته… دون أفكار مسبقة”، مؤكدا أنه وبسبب قوله الحقيقة “يقولون أنني أحتقر بلدي”.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

لتعزيز العلاقات مع المغرب.. سويسرا تفتتح قنصلية فخرية في طنجة

تونس تنسف مساعي الجزائر لتأسيس بديل لاتحاد المغرب العربي

بعد هلع “التسونامي” في الجديدة.. الفريق الاشتراكي يسائل وزير التعليم

هل يُعلن ماكرون اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء خلال زيارته المقبلة إلى الرباط؟

بعد ربع قرن من الحكم..أهم المحطات البارزة في عهد الملك محمد السادس