ناسا” تتوقع سقوط شظايا كويكب بعيد على الأرض

توقعت “ناسا”، وكالة الفضاء الأمريكية، سقوط أجزاء من كويكب بعيد، على الأرض، خلال نهاية الأسبوع الجاري، يمكن أن يكشف  مجموعة من الأسرار، المتعلقة بكيفية تكون الكواكب.

وأشارت صحيفة “ذي إندبندنت ” البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الأحد، أن المركبة الفضائية التابعة لوكالة “الناسا”، كانت قد هبطت على سطح كويكب “بينو” والتقطت عينات منه، وستنزل هذه المركبة في صحراء ولاية يوتا، وسيأخذ العلماء هذه العينات من أجل تحليلها، على أمل اكتشاف وفهم كيفية تكون الكواكب، وما كان عليه النظام الشمسي في الماضي البعيد.

وتابعت الصحيفة، أن “ناسا” أرسلت مركبتها “أوزيريس-ريكس” إلى “بينو”، خلال سنة 2016، وهبطت على الكويكب في سنة 2020، وقامت بجمع عينات منه. منذ ذلك الحين، لتعود باتجاه الأرض لتسليم العينة.

وستتساقط العينة التي تحملها مركبة “أوزيريس-ريكس”، بمساعدة مظلة تتيح لها السقوط على الأرض بشكل آمن، لتستأنف المركبة الطيران من جديد، لبدء مهمة جديدة لدراسة كويكب آخر نحو نهاية العقد.

وأكدت “ذي إندبندنت“، أن هذه المهمة تعد الأولى لوكالة “ناسا”، من أجل جمع عينة من كوكب معين، حيث أنها أكبر عينة تم جمعها من الكواكب أُعيدت إلى الأرض، كما أن الكبسولة تحتوي على حوالي 250 غراما، من الصخور والغبار الذي تم جمعه من سطح الكويكب.

وستقوم “ناسا” بمنح ربع العينة، لمجموعة تفوق 200 شخص، ينتمون لأزيد من 35 مؤسسة عالمية، بما في ذلك فريق من العلماء من جامعة “مانشستر” ومتحف التاريخ الطبيعي.

وكوكب “بينو”، عبارة عن بقايا عمرها 4.5 مليار سنة من النظام الشمسي البدائي، ويرجح العلماء، أن هذه البقايا يمكن أن تساعد، في تسليط الضوء على كيفية تكون الكواكب وتطورها.

ويشير الخبراء، بحسب الصحيفة، إلى أن كوكب “بينو” القريب من الأرض، والغني بالكربون، يعد آلة زمنية، تحمل في طياتها تاريخ النظام الشمسي من العصور القديمة.

ويعتقد أن تقدم العينة مؤشرات مهمة، يمكن أن تساعد في فهم مصدر المواد العضوية والمياه، التي أدت إلى ظهور الحياة على كوكب الأرض.

وذكرت الصحيفة أنه، نظرا لأن العينة تم جمعها مباشرة من الكوكب، فإن التلوث يكاد يكون غير موجود تماما، لافتة إلى أن الشهب التي تسقط على الأرض، تتلوث بسرعة بمجرد ملامستها للغلافن الجوي، وهذا يعني أن “بينو” قد يمنحنا نظرة عن الماضي النظيف وغير الملوث.

وقال أشلي كينج، من مجلس البحث البريطاني، ومتحف التاريخ الطبيعي: “أمضت أوزيريس-ريكس أزيد من عامين في دراسة الكويكب بينو، والعثور على دليل على المواد العضوية والمعادن التي تأثرت كيميائيا بالماء، هذه المكونات حاسمة لفهم تكون الكواكب مثل الأرض”.

وواصل قائلا: “لذا نحن مسرورون بأن نكون من بين أوائل الباحثين الذين سيدرسون العينات التي أعيدت إلى الأرض من بينو، نعتقد أن عيناته قد تكون مماثلة في التركيب لما سقط من نيزك وينتشكوم الأخير، لكنها غالبا ما تكون غير ملوثة تقريبا بالبيئة الأرضية وأكثر نقاء”.

من جانبها، قالت سارة كروثر، مشاركة في البحث، من قسم العلوم الأرضية والبيئية في جامعة مانشستر: “إنه لشرف حقيقي أن يتم اختيارنا لنكون جزء من فريق تحليل عينات أوزيريس-ريكس، والعمل مع أفضل العلماء من حول العالم”.

وأضافت: “نحن متحمسون لاستلام العينات في الأسابيع والشهور القادمة، وبدء تحليلها واكتشاف الأسرار التي يحملها كويكب بينو”.

ولفتت إلى أن “عددا كبيرا من أبحاثنا يعتمد على الشهب، ويمكننا أن نتعلم الكثير عن تاريخ النظام الشمسي من خلالها. ولكن الشهب تتعرض للحرارة عندما تمر عبر الغلاف الجوي للأرض، ويمكن أن تظل على الأرض لسنوات عديدة قبل أن يتم العثور عليها، لذا يمكن أن تؤثر البيئة المحلية والطقس على تغيير أو حتى محو المعلومات الهامة حول تركيبها وتاريخها”.

وشددت على أن “مهام إعادة العينات مثل أوزيريس-ريكس بالغة الأهمية، لأن العينات المعادة هي نقية تماما، نعرف بالضبط أي كويكب أتت منه، ويمكننا أن نكون متأكدين من أنها لم تتعرض أبدا للغلاف الجوي حتى تحتفظ بالمعلومات الهامة”.

بدوره، قال بوريس غانسيكي، أستاذ علم الفلك في قسم الفيزياء بجامعة وارويك: “تحتوي الكويكبات في نظامنا الشمسي على المكونات الأولية الخام التي تمت صناعة الأرض منها، لذا سيخبرنا فهم تركيبها بالكثير عن كيفية تشكل كوكبنا.

وخلص إلى أن “هناك العديد من الأسئلة المفتوحة، مثل من أين جاءت المياه التي لدينا على الأرض؟ ومن أين جاءت المكونات التي جعلت من الحياة ممكنة؟ وللإجابة على تلك الأسئلة، نحتاج إلى الحصول على قياس تركيب وأبعاد الكوكب، وهذا ما حققته مركبة أوزيريس-ريكس الفضائية. باختصار، إن الأمر مشابه للجلوس أمام عشاء لذيذ والحصول على قائمة المكونات”.

وتجدر الإشارة إلى أن المركبة الفضائية، تم إطلاقها في 8 من شتنبر 2016، ووصلت إلى كوكب “بينو” في دجنبر 2018، بعد دراسة الكويكب لمدة عامين تقريبا، جمعت عينة من سطحه في 20 أكتوبر 2020، حيث هبطت الكبسولة اليوم على الساعة 3:55 مساء، بتوقيت غرينتش، والتوقيت الصيفي البريطاني.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

الملك محمد السادس يلبي نداء “التيكتوكر هشام” ويتكفل بمصاريف علاجه

إسبانيا تنقل قاصرين مغاربة إلى مراكز أخرى بعد إيوائهم في ظروف سيئة

ريم فكري تلتحق بركب “صناع المحتوى” بعد نجاحها في الغناء

“البوز” يضع حبيركو في قفص الاتهام وهي توضح لـ”سفيركم”

دراسة تكشف أن الحياة ظهرت على الأرض منذ أزيد من 4.2 مليار سنة