أثارت الحرب على غزة وتداعياتها السياسية، مجموعة من التساؤلات، حول مصير العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، خاصة في ظل تنديدات بالتطبيع مع الدولة العبرية.
وتفاعلا مع الموضوع، أجرى معهد واشنطن، وهو معهد بحث أمريكي، يهدف إلى تعزيز فهم متوازن وواقعي، للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، والنهوض بالسياسات التي تؤمّنها، تحليلا مفاده أن هذه الحرب، يمكن أن ترفع من صعوبة الحفاظ على التقدم الديبلوماسي الثلاثي، الذي أحرزه مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وحسب تحليل معهد واشنطن لموجز “سابينا هينبرغ”، وهي باحثة في القضايا المتعلقة بالتحولات السياسية في شمال أفريقيا، فالمغرب يعتبر “البلد الأشدّ تأثراً، نظراً إلى علاقاته القوية نسبياً مع إسرائيل والولايات المتحدة، في حين أن الاتجاهات المناهِضة للتطبيع، تتعزز بقوة في دول أخرى من المنطقة، ما يخلق تحديات جديدة لواشنطن”.
وأثار التحليل ذاته، الاختلافات الحاصلة في مسألة التطبيع مع إسرائيل، بين فئات مؤيدة وأخرى معارضة، مستدلا باستطلاع رأي حيث، كشف أنه قبل بداية التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، أيد ثلث المغاربة فقط تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في نفس السياق، لفت استطلاع آخر، صادر عن “أصداء بي سي دبليو” السنوي الخامس عشر، لرأي الشباب العربي برسم السنة الجارية، إلى “قبول واسع النطاق لاتفاقيات أبراهام، في أوساط شباب الدول العربية الموقعة عليها”؛ حيث يؤيد 50 في المائة من الشباب المغربي، إقامة علاقات مع الدولة العبرية، مقابل معارضة 44 في المائة منهم.
واستحضر تحليل المعهد، احتشاد آلاف المغاربة في الرباط، تنديدا بشن الحرب على غزة، وللمطالبة بإلغاء اتفاق التطبيع، وهو الأمر الذي قوبل بإشادة من طرف مجموعة من الجهات، من قبيل حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي نوه بهجوم “حماس”، واصفا إياه بالعمل البطولي، ورد الفعل الطبيعي على الانتهاكات اليومية، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وحذر المصدر ذاته، من أن “التعاون الاستراتيجي الملحوظ بين إسرائيل والمغرب، القائم منذ عام 2020، قد يقع ضحية النتائج السلبية المترتبة عن أحداث غزة”.
وأشار التحليل ذاته، إلى أن “البلدين واظبا على تعزيز شراكتهما الأمنية، بما في ذلك من خلال بيع الطائرات بدون طيار والدبابات، ومن المرجح أن تتباطأ عمليات نقل هذه الأسلحة، بما أن قدرة الإمداد العسكرية الإسرائيلية، تتعرض للضغط بسبب الحرب”.
وعبر المغرب في بيان، صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن “استيائه العميق” من العدوان الاسرائيلي المتصاعد، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، محذرا في ذات الوقت من اتساع رقعة العنف بشكل خطير ليشمل المنطقة بأسرها.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب أقام لأول مرة، علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل في دجنبر 2020، بعد اتفاق استئناف العلاقات، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.