تُوفي أمس الأحد 16 فبراير 2025، رجل المخابرات المغربية السابق، أحمد البوخاري، صاحب مؤلف “السر” الذي روى فيه شهادته حول عملية اختطاف واغتيال الزعيم الاشتراكي المهدي بن بركة في سنة 1965، وهي شهادة خالفت كل التقارير وما كُتب عن هذه الواقعة التي لازال الكثير من الغموض يلف جوانبها.
وُلد البوخاري في سنة 1983 بمدينة آسفي، وعمل لسنوات لطويلة في جهار المخابرات المغربية المعروف اختصارا بـ”كاب 1″، وقد كان حاضرا في فترات حساسة من تاريخ المغرب، ولا سيما بعد الاستقلال خلال فترة التوترات بين القصر وبعض الأسماء السياسية الوازنة، مثل المهدي بن بركة.
لم يكن البوخاري معروفا للرأي العام إلا بعد خروجه في فترة التسعينات بتصريحات مثيرة للجدل تتعلق بواقعة اختفاء الزعيم السياسي المغربي اليساري، المهدي بن بركة، وقد زاد بروزه بعد إصداره لكتاب بعنوان “السر” (Le Secret) الذي فاجأ به الرأي العام بتقديمه لشهادة “صادمة” حول عملية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة.
وبالرغم من أن البوخاري ألف كتبا كشفت العديد من التفاصيل عن المخابرات المغربية وتاريخها وأنشطتها، إلا أن شهرة البوخاري ارتبطت أكثر بشهادته حول عملية اختفاء المهدي بن بركة، حيث خرج الرجل بشكل جريء ليُكرر بالصوت والقلم رواية تضع حدا للعديد من التساؤلات، بالرغم من أن الكثيرين يُشككون في دقتها.
وحسب ما رواه الراحل أحمد البوخاري، فإن الزعيم السياسي اليساري المهدي بن بركة، تعرض للاختطاف من طرف المخابرات المغربية في سنة 1965، في العاصمة الفرنسية باريس، بتعليمات من أوفقير والدليمي، وبتعاون مع عناصر فرنسية، وتعرض للتعذيب في إحدى الفيلات هناك حتى لفظ أنفاسه الأخيرة تحت طائلة التعذيب.
وأضاف البوخاري في إحدى حواراته الشهيرة مع قناة “الجزيرة” في مطلع الألفية الثالثة، بأن بن بركة فارق الحياة عندما كان يتعرض للتعذيب على يد أوفقير والدليمي بنفسيهما، ثم تم نقل جثته إلى المغرب حيث تم التخلص منها بإذابتها في حوض لمحلول “الأسيد”.
وشدد البوخاري في تصريحاته بأنه شاهد صور لبن بركة عند احتجازه في إحدى الفيلات بالعاصمة الفرنسية، وصور أخرى توثق لنقله جثة إلى المغرب، لكنه نفى في نفس الوقت أن يكون شاهد بشكل مباشر جثة بن بركة في المغرب، وهي النقطة التي جعلت الكثيرين يشككون في صحتها بشكل تام.
وبالرغم من التشكيك، فإن آخرين ممن اطلعوا على مسار البوخاري يرون أن الرجل قدم شهادات أنارت الكثير من زوايا الظل في قضية بن بركة والعديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالعمل الاستخباراتي.