أكد الكاتب الإسباني البرتو غوميز فونت، أن المملكة المغربية تعد أرض الثقافة والانفتاح، مسلطا الضوء على العلاقات المغربية الإسبانية، وارتباطه القوي بالمغرب وانبهاره بثقافته، وكذا تأثره بمدينة طنجة، ثم حضور اللغة الإسبانية في المملكة.
وأوضح ألبرتو غوميز فونت، وهو كاتب ولغوي إسباني، سبق وأن شغل منصب مدير معهد ثربانتس في الرباط، في حوار له مع صحيفة “Atalayar” الإسبانية، أنه شغوف بالثقافة المغربية ويشعر بالانبهار من تفاصيلها، قائلا: “لا أعرف إلا القليل عن العالم العربي: الأردن، وسوريا، وتونس والجزائر، لكن البلد الذي أعرفه أكثر هو المغرب، والجزء الذي يذهلني أكثر من الثقافة المغربية هو المطبخ المغربي”.
وواصل الكاتب الإسباني قائلا إنه يحب “زيارة الأسواق ومن ثم تذوق الأطباق اللذيذة التي يمكنك الاستمتاع بها في المطاعم الشعبية وأكشاك الطعام في الشوارع. أما بالنسبة للفن، فأنا أحب عمارة المدن القديمة والقصبات، وأفنية القصور (الرياضات) والصوامع”.
وأشاد غوميز بالتقدم الثقافي الذي يعرفه المغرب، قائلا “هذا النوع من السياحة الثقافية ليس جديدا على المغرب، لكن ما يلفت الانتباه مؤخرا هو العدد المتزايد للأنشطة الثقافية مثل عروض السينما، وافتتاح المعارض الفنية، وعروض المسرح، إلى جانب عدد الروايات التي تدور أحداثها في طنجة”.
وفيما يتعلق بقصة ارتباطه الكبير بمدينة طنجة، أشار إلى أنها بدأت بالصدفة، حين طلب منه صديقه مساعدته في تكييف تعبيرات عربية إلى اللغة الإسبانية، قائلا: “بدأ اهتمامي بطنجة عندما طلب مني صديقي غييرمو لورينزو، مترجم رواية ‘دعها تسقط’ للكاتب بول بولز، مساعدته في تكييف التعبيرات العربية الواردة في النص إلى اللغة الإسبانية، ومن خلال هذا الكتاب، تعرفت على طنجة خمسينيات القرن العشرين، وبدأت أقرأ المزيد عنها، حتى أصبحت مغرما بها”.
وذكرت الصحيفة أن إبداع هذا الكاتب الإسباني لم يقتصر فقط على اللغة، بل امتد أيضا إلى الأدب، حيث أهدى عشاق مدينة طنجة كتاب “كوكتيلات طنجة”، الذي نشر لأول مرة في سنة 1994، وأُعيد نشره في 2017، ليقرر في هذه السنة إعادة نشره للمرة الثالثة بإصدار حديث.
وحين سئل عن إمكانية اختياره لمدينة مغربية أخرى لكتبه المستقبلية، قال “لو كانت الأحداث في الماضي، لاخترت تطوان أو الرباط، نظرا لما كانتا تضمانه من فنادق رائعة يعمل بها خبراء كوكتيلات محترفون”.
وفي سياق ازدهار العلاقات المغربية الإسبانية، شدد غوميز فونت على أهمية الحوار الثقافي بين البلدين، قائلا: “يجب على العاملين في القطاع الثقافي الاستعانة بمستشارين مختصين، والجلوس للنقاش وتحليل المشاريع بعمق، مع استعداد تام للتعاون من أجل تعزيز التبادل الثقافي المثمر”.
ولفت إلى أن اللغة الإسبانية حاضرة في المشهد الثقافي والأكاديمي المغربي، حيث أثنى بالمجهودات التي تبذل في الجامعات لتشجيع تعلمها، قائلا: “الإسبانية لغة عالمية بامتياز، إذ يتحدث بها أكثر من 95% من سكان أمريكا اللاتينية. وفي المغرب، هناك العديد من المتخصصين في اللغة الإسبانية الذين يعملون على نشرها في الجامعات المغربي.”.
وتجدر الإشارة إلى أن ألبرتو غوميز فونت، ولد في مدينة برشلونة عام 1955، وهو عالم لغة متمرس وخبير بارز في اللغة الإسبانية، حصل على شهادة في الفلسفة والآداب من جامعة مدريد المستقلة في سنة 1979، ثم عمل خلال الفترة الممتدة من 1980 إلى 2005 كمدقق لغوي في قسم اللغة الإسبانية العاجلة بوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، ثم اشتغل فيما بعد كمنسق عام لمؤسسة اللغة الإسبانية حتى عام 2012.
وحدير بالذكر أيضا أنه شغر منصب مدير معهد ثربانتس في الرباط، وذلك بين عامي 2012 و2014، كما شارك في إعداد “معجم الشكوك اللغوية” و”كتاب أسلوب اللغة الإسبانية” للأكاديمية الملكية الإسبانية، كما تشمل مؤلفاته المتعلقة باللغة الإسبانية: “حيث يقال… ينبغي أن يقال” (2006) و”الإسبانية بأسلوب” (2014).