تعتبر الأفكار الانتحارية، سلوكا بشريا لا يقتصر فقط على بلدان، أو ديانات، أو أعراق أو حالات اجتماعية معينة، بل يحدث الانتحار في جميع بقاع العالم.
وتنبع الأفكار الانتحارية من الشعور بالتعاسة العميقة، وعدم الرغبة في الحياة، بسبب عدة عوامل منها الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، والانفصام، واضطراب ثنائية القطب وغيرها.
وقد تحدث بسبب العامل الوراثي، أو مشاكل وأزمات شخصية أخرى، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن أزيد من 700 ألف حالة انتحار، تحدث بشكل سنوي.
وأكد تقرير نشره موقع “هيلث لاين“ الأمريكي، المتخصص في المواضيع الطبية، أن الانتحار لا يشمل فقط تلك الأفكار الانتحارية الواضحة، والتخطيط المباشر لوضع حد للحياة، بل يمكن أن تطال إيمان الشخص، بأنه لا يستحق الحياة، أو التفكير في الموت بشكل مبالغ فيه.
ولقت التقرير إلى أن هذه الأفكار، تجعل المرء فاقدا للأمل، وغير مقتنع بخطوة طلب المساعدة من الأقارب أو الأخصائيين، حيث أوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة، أن حوالي 12 مليون مراهق في البلد، راودتهم فكرة الانتحار خلال سنة 2021.
وأبرز التقرير، أن أول خطوة للتغلب على الأفكار الانتحارية، هي الاقتناع بأن أغلب البشر، يمرون من نفس التجربة، في مراحل عمرية معينة، وأنها لا تعكس أبدا ضعف الشخص أو فشله.
وعدد التقرير مجموعة من الخطوات الأولية، للتعامل مع هذه الأفكار من قبيل: التواصل مع المقربين ومشاركتهم المشاعر والأفكار السلبية تجاه الحياة، والتوجه إلى الأماكن الآمنة التي تشعر بالراحة (مكان عمومي، بيت أحد المقربين…)، وعدم الاحتفاظ بأي أسلحة بيضاء أو نارية داخل المنزل، والابتعاد عن الكحول والمخدرات، لأنها تزيد من حدة المشاعر السلبية
بالإضافة إلى استخدام تقنيات “التأريض المهدئة”، وهي ممارسة علاجية تهدئ الجهاز العصبي، من خلال الاتصال بعناصر الأرض والطبيعة، كالذهاب في نزهة والاستماع إلى البيئة المحيطة بك، واحتضان الحيوانات الأليفة، واللجوء إلى تقنية 1-2-3-4-5، وهي طريقة تتضمن استعمال الحواس لتعداد الأشياء التي يلاحظها الشخص حوله بشكل تنازلي، بحيث يبدأ بتعداد 5 أشياء ثم أقل حتى يصل إلى 1.
وواصل الموقع الأمريكي، أن التعامل مع الأفكار الانتحارية، يتطلب كذلك التعرف على الحالات الشعورية، التي تنذر بالإقدام على الانتحار، مثل الشعور باليأس، والعزلة، والإحساس بأن الشخص عبء على الآخرين، وأيضا الحصول على دعم أحد الأخصائيين النفسيين، للمساعدة على الإقلاع عن فكرة الانتحار.
زيادة على وضع “خطة الأزمة”، عبر التخطيط لسلامتك الشخصية، من خلال تجميع قائمة للمؤثرات والعلامات المبكرة للانتحار، مرفوقة بنصائح عملية للتغلب عليها، مع معلومات الاتصال الخاصة بالمقربين، ناهيك عن البقاء على تواصل مع المقربين، والقيام بالأنشطة المحببة التي تساعد على تخفيف الأفكار السوداء والمؤلمة، حيث أن قراءة كتاب جيد تذكرك كم أنت متحمس للشطر الثاني، وكذلك التركيز على الاهتمام بنفسك ومراعاة احتياجاتك الجسدية، من قبيل الحرص على تناول وجبات متوازنة، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة تمارين الاسترخاء، والنوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.
تعليقات( 0 )