تعيش منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، تحولات كبرى جراء تغير الأنظمة الحاكمة، مما تسبب في تعميق الخناق على نظام ’’العسكر’’ الجزائري، الذي وجد نفسه معزولا عن محيطه الإفريقي والمتوسطي.
وتعد النيجر، المتواجدة بالحدود الجنوبية للجزائر، من بين أهم الدول الإفريقية التي شهدت تحولا كبيرا في سياستها الخارجية تجاه محيطها الإقليمي، خاصة بعد تعيين الحكومة الانتقالية، التي أظهرت في أكثر من مرة، عدم ثقتها في النظام الجزائري، ورفضها لكل مبادراته من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للبلد.
وتلقت الجزائر مطلع الأسبوع الجاري، صفعة قوية من قبل حكومة النيجر الانتقالية، حيث بدأ رئيس وزراء البلد، علي مهمان لامين زين، أمس الاثنين، زيارة صداقة و عمل إلى المغرب، رفقة وزير الدولة ووزير الدفاع الوطني الفريق ساليفو مودي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والنيجيريين بالخارج بكاري ياو سانغاري ومسؤولين آخرين.
وكشف بلاغ حكومة النيجر أن “رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والمالية علي مهمان لمين زين نيامي، غادروا بعد ظهر أمس الاثنين متوجهين إلى الرباط، حيث سيقومون بزيارة صداقة وعمل لمدة 48 ساعة”.
وتجدر الإشارة إلى أن ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، أجرى مباحثات مع نظيره من دولة النيجر بكاري ياو سانغاري،على هامش الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية للملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، الذي نظم بمدينة مراكش.
وفي سياق متصل، أعرب وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد، عن نية بلدانهم الانضمام إلى المبادرة التي تهدف إلى التجارة والتواصل بين البلدان الافريقية. واتفق الوزراء على “إنشاء فريق عمل وطني في كل بلد من أجل إعداد واقتراح أنماط تنفيذ هذه المبادرة”.