تطرقت الحكومة المغربية إلى الوفيات المأساوية لعدد من الحجاج المغاربة خلال موسم الحج لهذا العام في المملكة العربية السعودية.
وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الحكومة اليوم، صرح المتحدث باسم الحكومة مصطفى بيتاس بأنه “ليس لديه معلومات محددة حول ظروف الوفاة”.
وقدم بيتاس تعليقًا موجزًا خلال ردوده على أسئلة الصحفيين، مشيرًا إلى أن وكالات أخرى ستكون مسؤولة عن تقديم مختلف التفاصيل حول هذا الأمر.
ويأتي البيان المتحفظ للمتحدث باسم الحكومة وسط غضب عارم عبر عنه الحجاج المغاربة الذين عانوا مما وصفوه بـ “الظروف الكارثية” خلال الحج.
ووصلت معاناة الحجاج المغاربة، مع ضعف الخدمات المقدمة إلى قبة البرلمان، حيث تساءلت ربيعة بوجة عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عن ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات توثق “الظروف القاسية” التي يمر منها الحجاج بمشعر منى.
وقالت بوجة، في سؤال كتابي وجهته لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن “هذه الفيديوهات توثق احتجاجاتهم على غرق الخيام المخصصة لهم في المياه العادمة، وتعطل المكيفات الهوائية وسط ارتفاع مفرط لدرجة الحرارة، وحصول إغماءات متتالية في صفوف الحجاج خاصة المرضى والمسنين منهم”.
ووفقًا تقارير متطابقة، بلغ عدد الحجاج المغاربة الذين توفوا أثناء أداء مناسك الحج هذا العام 17.
وتضمنت البعثة المغربية للحج هذا العام 34,000 حاج، وكان 15% منهم فوق سن 82 عامًا، وهي الفئة العمرية الأكثر عرضة لمخاطر درجات الحرارة المرتفعة.
وشهدت مكة المكرمة درجة حرارة قياسية بلغت 51.8 درجة مئوية يوم الاثنين الماضي، وفقًا للمركز الوطني للأرصاد الجوية السعودي.
وأشارت دراسة سعودية نُشرت هذا الشهر إلى أن درجات الحرارة في المنطقة التي تُقام فيها مناسك الحج ترتفع بمعدل 0.4 درجة مئوية لكل عقد، مما يؤثر بشكل متزايد على الحج بسبب تغير المناخ.
وأفادت السلطات السعودية بأن إجمالي عدد الحجاج هذا العام وصل إلى حوالي 1.8 مليون حاج، منهم 1.6 مليون من الخارج.
وتجاوز عدد الوفيات خلال موسم الحج لهذا العام 1,000 حالة، وفقًا لإحصاء وكالة فرانس برس، حيث كان أكثر من نصفهم من الحجاج غير المسجلين الذين أدوا الحج في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية.
ويحاول عشرات الآلاف من الحجاج الانضمام إلى الحج كل عام عبر قنوات غير نظامية، لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة التصاريح الرسمية الباهظة في كثير من الأحيان.
وفي حين أفادت السلطات السعودية بإخلاء مئات الآلاف من الحجاج غير المسجلين من مكة المكرمة هذا الشهر، يبدو أن العديد منهم لا يزالون يشاركون في المناسك.
تعليقات( 0 )