تعيش عدد من المناطق التي شهدت الزلزال المدمر، الذي ضرب أقاليم الحوز وتارودانت وورزازات، يوم 8 شتنبر الماضي، على وقع المعاناة مع موجة البرد التي تجتاح المنطقة، والظروف المناخية الصعبة، وسط خيم بلاستيكية وأخرى غير مقاومة للبرد.
وحسب تصريحات متفرقة، استقاها منبر ’’سفيركم’’، فإن العديد من الأسر بالمنطقة المتضررة، لا زالت تعيش في خيم باردة، وسط جبال الأطلس الكبير، في انتظار الحصول على المساعدات المالية من أجل الشروع في بناء المنازل، التي ستقيهم من موجهة البرد القارس.
وفي سياق متصل، قال أحمد العيوان، فاعل جمعوي بمنطقة تكوكة، إقليم تارودانت، إن ’’العديد من الأسر تنتظر الضوء الأخضر من أجل الشروع في بناء منازلها، حيث أن المنازل البلاستيكية والخيم التي تتخدها مسكنا لها، غير صالحة للاستخدام في الظرفية الحالية”.
وأضاف في حديثه لمنبر ’’سفيركم’’، أن ’’التأقلم مع أجواء البرد في الظروف الحالية صعب جدا، بعدما خسرت الأسر كل ما تملكه من بيوت وأفرشة، بالإضافة إلى وجود العديد من الحوامل والأطفال الصغار والنساء المسنات والشيوخ، وأشخاص في وضعية صعبة”.
وأكد الفاعل الجمعوي على أن ’’المؤونة والمواد الغذائية متوفرة لسد الجوع، لكن ذلك لا يعوض الحرمان من حق السكن الذي يعد ركيزة العيش الكريم”.
وأشار إلى أن ’’المنطقة ستعرف في الأيام القليلة المقبلة، تساقطات مطرية وثلوجا وصقيعا، مما سيزيد من حدة المشاكل التي كانت أصلا تعيش على وقعها الساكنة قبل الزلزال، لكن الآن الوضع مختلف والعديد من الأسر تعيش نفسية صعبة وظروف اجتماعية مقلقة”.
ودعا المتحدث كافة الجهات والمتدخلين، إلى ’’الإسراع في بناء المنازل، والرفع من مستوى الإعانات المقدمة للمواطنين المتضررين، تماشيا مع القرارات الملكية، التي دعت بدورها إلى إيلاء اهتمام كبير لساكنة المناطق المتضررة، خاصة في هذه الفترة من السنة التي تتزامن مع ظروف مناخية صعبة”.
من جانبها، انخرطت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة، بتنسيق مع المندوبيات الإقليمية، في تفعيل عملية “رعاية”، وذلك بتنزيل برنامج عمل جهوي للوحدات الصحية المتنقلة والقوافل الطبية المتخصصة، تنفيذا للتعليمات الملكية، الداعية إلى تنسيق الجهود لتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية لساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد والمناطق النائية بالوسط القروي، وتماشيا مع توجيهات وزير الصحة والحماية الاجتماعية.
ووفق بلاغ المديرية الجهوية للصحة، بسوس ماسة، فإن عملية “رعاية” تهم أقاليم طاطا، وتارودانت واشتوكة ايت باها، خلال الفترة الممتدة ما بين 15 نونبر 2023 الى غاية 31 مارس 2024، وتستهدف هذه العملية 134 دائرة صحية و496 تجمعا سكنيا (الدواوير)، إضافة إلى 334 “نقطة تجمع” لفائدة 131030 نسمة.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذه العملية تشمل أيضا المناطق التي تأثرت بزلزال 8 شتنبر 2023 على مستوى إقليم تارودانت، ويتعلق الأمر ب41 “نقطة تجمع سكاني” منها 13 بالمناطق “الباردة” و28 بالمناطق “الباردة جدا”.
وتتضمن هذه العملية كل البرامج الصحية التي توفرها جميع المراكز الصحية، إضافة إلى استشارات وفحوصات طبية متخصصة، تستهدف بالخصوص النساء الحوامل، والأطفال والأشخاص في وضعية هشاشة صحية، كما تشمل أيضا تشخيص الأمراض والتلقيح ومراقبة صحة الأم والطفل، وكذا تتبع الأمراض المزمنة، وفق المصدر ذاته.
وأبرزت المديرية، أنه من أجل تحقيق النتائج المسطرة لهذه المبادرة، فقد تمت تعبئة ما مجموعه 184 مهنيا صحيا من أطباء وممرضين وصيادلة وتقنيين وإداريين، إضافة إلى التجهيزات الطبية والبيوطبية وكميات مهمة من الأدوية والوسائل اللوجستيكية وتجهيزات أخرى، كما تم توفير وسائل التنقل من وحدات صحية متنقلة وسيارات للإسعاف وغيرها.
تعليقات( 0 )