شهدت عدد من المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية احتجاجات من طرف الأساتذة، بسبب برمجة تكوينات مرتبطة بمشروع “مدارس الريادة” خلال فترة العطلة الصيفية، وهو ما خلف استياء كبيرا في صفوف الشغيلة التعليمية، التي ترى في هذا القرار مساسًا بحقوقها وراحة أطرها بعد موسم دراسي مرهق.
وتطرح هذه التكوينات، التي تفرضها الوزارة خلال فترات العطلة، تساؤلاتٍ عديدة بشأن جدواها ومرجعيتها، خصوصًا أنها تأتي في إطار مشروع لم تتضح معالمه بعد، ويتّهمه العديد من المهنيين بكونه يفتقر إلى رؤية واضحة، ويتم تدبيره بشكل انفرادي دون استشارة المعنيين المباشرين بالعملية التعليمية.
وفي هذا السياق، وجّه الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي انتقادات شديدة لطريقة تدبير مشروع “مدارس الريادة”، معتبرا أن “البرمجة العشوائية لهذه التكوينات خلال العطل ليست سوى تجلٍّ جديد لحالة التخبط والارتجال التي تطبع هذا المشروع منذ انطلاقه”.
وأضاف السحيمي، في تصريح لموقع “سفيركم”، قائلا: “إن التكوينات التي تبرمجها وزارة التربية الوطنية في إطار مشروع مدارس الريادة تعكس التخبط والارتجالية التي تطبع هذا الورش منذ بدايته”، مشيرًا إلى أن المشروع تم إطلاقه بشكل أفقي وانفرادي، دون إشراك الفاعلين التربويين أو التشاور مع الهيئات المعنية، كما لم يتم إخبار الأساتذة والشغيلة التعليمية بأهداف المشروع أو خلفياته.
وكشف السحيمي أن الوزارة لم توضّح المرجعيات أو التقارير التي استندت إليها في تبني مشروع الريادة، مضيفًا أن النتائج التي تعلن عنها تفتقر إلى المصداقية، وأن الوزارة تتعاقد مع مؤسسات دولية تُمنَح أموالًا مقابل تقييم المنظومة، ما يطرح تساؤلات حول موضوعية وحياد هذه التقييمات.
وعبّر المتحدث عن استغرابه من تجاهل الوزارة لتقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، الذي أصدر قبل أشهر تقييمًا مرحليًا أكد فيه أن تجربة “مدارس الريادة” محكوم عليها بالفشل، ولا يمكن أن تحقق الأهداف المعلنة، وهو ما بدأت معالمه تظهر على أرض الواقع.
وخلص السحيمي إلى أن احتجاجات الأساتذة في عدد من المديريات الإقليمية تعكس هذا الفشل، خصوصًا مع برمجة التكوينات خلال فترات العطل، ما يكرّس منطق الارتجال وغياب الرؤية الواضحة في تدبير قطاع التعليم.