قال فاعلون بالقطاع السياحي، إن الأرقام القياسية التي تم الكشف عنها مؤخرا، سواء بخصوص عدد الوافدين من السياح، أو المسافربن بالنقل الجوي، لم تنعكس بشكل واضح على القطاع، بسبب ضعف القدرة الشرائية وتوسع دائرة القطاع غير المهيكل.
وسجل المغرب “رقما قياسيا” على مستوى عدد السياح المتوافدين على المملكة، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، كان يفترض أن يساهم في إعادة انتعاش القطاع السياحي، حيث بلغ عدد الوافدين 10 ملايين سائح، فيما تجاوز عدد المسافرين بالنقل الجوي 18 مليون مسافرا، حسب معطيات مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية.
النقل السياحي
وفي هذا الصدد، عزا محمد بامنصور، رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، الارتفاع في عدد السياح الوافدين على المملكة إلى الجهود المبذولة من طرف الوزارة الوصية والمكتب الوطني للسياحة، إلى جانب الإشعاع الذي ساهم فيه المنتخب الوطني.
وأكد بامنصور، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، على أن ارتفاع عدد السياح المتوافدين على المغرب “لم ينعكس إيجابا على قطاع النقل السياحي”، مفسرا ذلك بغياب ثقافة الاستعانة بالسيارة مع السائق من طرف الجالية المقيمة بالخارج، ومحدودية الميزانية المخصصة للنقل من طرف العائلات الوافدة، إلى جانب الاستعانة بتطبيقات النقل والسيارات غير المرخص لها.
وأضاف رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بخصوص التراجع الذي عرفه القطاع قائلاً: “لقد جعلنا هذا التراجع ندق ناقوس الخطر في اجتماعنا مع وزارة النقل في السابع من غشت، وطالبنا بدعم قطاع النقل السياحي كما تم دعم النقل العمومي، والنقل المزدوج، وسيارات الأجرة المنضوية تحت وصاية نفس الوزارة”.
ونبه المتحدث ذاته إلى تأثير ارتفاع أثمنة المحروقات مقارنة مع السنوات السابقة وانتعاش النقل غير المرخص، مطالبا الوزارة الوصية بالتصدي لهذه الممارسات التي تحد من استفادة قطاع النقل السياحي من الارتفاع الحاصل في عدد السياح الوافدين على المملكة.
واستأنف بامنصور تصريحه لموقع “سفيركم” متسائلا: “هل سيبقى القطاع بهذه الموسمية التي لا نشتغل معها سوى خلال ثلاثة أشهر أو ستة أشهر على أبعد تقدير؟”، مشيرا إلى ضعف السياحة الداخلية بسبب ارتفاع أسعار الفنادق بدرجة أولى.
قطاع المطعمة
في تصريح مماثل، أكد محمد الفن، رئيس الفيدرالية المغربية للعلامات التجارية وعضو المكتب الجهوي للجامعة الوطنية بجهة الدار البيضاء سطات، وعضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، (أكد) على أن هناك ارتفاعا في عدد السياح والإقبال الكبير على المدن السياحية بدرجة أولى، وخاصة مدينة مراكش.
وبدوره، شدد الفن على أن هذا الارتفاع لم ينعكس إيجابا على جميع المطاعم والمقاهي، موضحا أن الاستفادة طالت بدرجة أولى المطاعم المتواجدة على الساحل والقريبة من الفنادق.
وأبرز رئيس الفيدرالية المغربية للعلامات التجارية بأن نسبة 40% فقط من أرباب المقاهي والمطاعم استفادوا من هذه الطفرة، مؤكدا على أن التأثير السلبي لكورونا لا يزال يلقي بظلاله على القطاع بسبب الديون المتراكمة إثر توقفه لفترة معينة.
وأضاف الفن أن القدرة الشرائية للمستفيدين من خدمات المطاعم والمقاهي عرفت تراجعا، مشيرا إلى أن العدد المرتفع للسياح لا يعكس بالضرورة ارتفاع عائدات الاستهلاك الخاص بهم.
تعليقات( 0 )