يطمح المغرب مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلى توسيع مكاسبه المرتبطة بالقضية الوطنية الأولى، بالنظر للمواقف الإيجابية للرئيس القديم-الجديد، تُجاه مغربية الصحراء.
وكان ترامب في الفترة الأخيرة من ولايته الأولى، قد أعلن رسميا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، في دجنبر 2020، وهو الاعتراف الذي فتح الباب أمام قوى دولية أخرى لاتخاذ مواقف داعمة للمغرب، مثل إسبانيا وفرنسا.
ارتباطا بالتأثيرات المرتقبة لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، قال خالد يايموت، الخبير في العلاقات الدولية، “إن الولايات المتحدة واعية بالتحولات الكبيرة جدا على مستوى الجيوسياسية الدولية”، موردا بأن هناك مناطق زادت أهميتها بشكل لافت، والمغرب ليس خارج قائمتها، خاصة باستحضار موقعه الجغرافي وجانبه الأطلسي.
وتابع يايموت في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” بأن رؤية ترامب تجاه المنطقة الأطلسية الإفريقية ستعود مجددا في ولايته الجديدة، مع تكييفيها مع الواقع الدولي الحالي الذي يشهد تحولات سريعة أكثر من الفترة السابقة.
“قيمة الصحراء والفضاء الصحراوي المجاور له والممتد من المغرب إلى موريتانيا ومالي ووصولا إلى السينغال”، ستزداد هي الأخرى بفضل “الموقف الأمريكي” تجاه المنطقة، حسب الخبير في العلاقات الدولية.
على المستوى الاقصادي يفترض المتحدث ذاته، أن المنطقة ستشهد استثمارات أمريكية مهمة في عهد ترامب.
من جهته ذكَّر رشيد لبكر أستاذ القانون العام، بأن قضية الصحراء كانت قد عرفت منعطفا كبيرا في ولاية دونالد ترامب، قائلا: “لا يجب أن ننسى أنه أول من اعترف بمغربية الصحراء وسمح بنشر خريطة كاملة للمغرب غير منقوصة”.
وأضاف في تصريح سابق لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن ترامب من هذه الزاوية يعتبر صديقا للمغرب، حيث إن مقاربته في إنهاء مشكل الصحراء المفتعل متطابقة مع وجهة النظر المغربية، وهذا من شأنه أن يسهم في الدفع بوضع حد لهذه القضية، التي وصلت لمراحلها النهائية بعد الاعتراف الفرنسي.
وفي نفس السياق، اعتبر لبكر أن الموقف الأمريكي المؤيد لمقاربة المغرب هو موقف دولة، بدليل أن إدارة الرئيس جو بايدن الديموقراطي أبقت على مقاربة ترامب خلال ولايته السابقة ولم تغير فيها شيئا، مشيرا إلى أن تعاملها كان مشوبا بنوع من الحذر إذ لم تقدم فيها على خطوة أخرى نحو الإمام.