الملك محمد السادس: الإسلاموفوبيا صراع جهالات قبل أن يكون صراع حضارات

استنكر الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة انعقاد القمة الـ15 لمنظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت أشغالها يوم أمس السبت، بالعاصمة الغامبية بانجول، مظاهر التعصب والتمييز ومعاداة الدين الإسلامي، مبرزا أن “الإسلاموفوبيا صراع جهالات قبل أن يكون صراع حضارات”.

وجاء في خطاب الملك، بمناسبة انعقاد القمة الـ15 لمنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار ” تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة “، أنها تأتي في ظرفية دولية دقيقة وعصيبة، يطبعها تفشي الأزمات والارتفاع المقلق لبؤر التوتر في العالم الإسلامي، فضلا عن “تنامي التهديدات الأمنية والإرهابية واستشراء نزعات التطرف والطائفية المقيتة وما يُفضيان إليه من عنفٍ”.

ووجه العاهل المغربي الدعوة إلى المنظمة ومؤسساتها المتخصصة، من أجل مضاعفة جهودها ومبادراتها الموجهة للدول الأعضاء، وذلك في إطار روح الأخوة والتضامن والتآزر بين المسلمين، والاستفادة الجماعية من البرامج والخطط التنموية التي يتم إقرارها في قمم المنظمة واجتماعاتها.

وعبر الملك عن قلقه من تزايد خطاب الكراهية ضد المسلمين، الذي يشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن، حيث قال في خطابه: “لا يخفى عليكم أن مظاهر التعصب والتمييز، ونزعات التطرف والانغلاق ورفض الآخر، أضحت متفشية في أوساط رافضة لكل ما له صلة بالأديان السماوية، لاسيما رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ويساورنا قلق بالغ إزاء تصاعد خطاب الكراهية، وارتفاع ضحايا هذه الآفة التي تغذي دوامة العنف وعدم الاستقرار، وتشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن في العديد من المناطق”.

واستنكر المتحدث ذاته بشدة، ما عرفته السنوات الأخيرة من حوادث إقدام بعض الأفراد على إحراق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، مبرزا أن ذلك يتم “وسط تساهل وسلبية من السلطات الرسمية في بعض الدول التي تقع فيها هذه الأحداث، رغم ما يشكله ذلك من استباحة لمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم”.

وفي هذا الصدد، تسائل الملك “متى كانت حرية التعبير هي الإساءة إلى الآخرين وإيذائهم في عقيدتهم ومشاعرهم؟ وكيف لبعض الدول أن تفتخر بالحماية المطلقة للحريات، في وقت يتم فيه توظيف تلك الحريات من أجل إذكاء جذوة الفتنة، وهدم جسور التواصل والتفاهم، وتقويض أسس العيش المشترك؟ أليس ازدراء المسلمين والجهل بقيم الإسلام المثلى خير حليف للنزعات الشخصية البئيسة والأجندات السياسية الإقصائية المؤسسة لظاهرة الإسلاموفوبيا؟”.

وأوضح العاهل المغربي أن كل مظاهر معاداة الدين الإسلامي، يجري استغلالها في مزايدات انتخابوية في بعض المجتمعات، مشددا على أن الإسلاموفوبيا ماهي إلا “صراع جهالات قبل أن يكون صراع حضارات”.

وأبدى الملك أمله في أن يساهم القرار الأممي الذي كانت قد تقدمت به المملكة المغربية، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، في 25 يوليوز 2023، والمتعلق بـ “تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في مواجهة خطاب الكراهية”، في تحقيق قفزة نوعية في المجهودات الرامية إلى الحد من ظاهرة التطرف وخطاب الكراهية.

وختم الملك محمد السادس حديثه عن معاداة الدين الإسلامي، بالقول: “نحن اليوم، ندعو مجددا إلى اليقظة والحزم والتنسيق لمواجهة هذه التجاوزات المسيئة، بنفس قوة تشبتنا بمبادئ الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات والانفتاح واحترام الآخر، مصداقا لقوله تعالى: ’يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ‘”.

مقالات ذات صلة

المديرية العامة للأمن الوطني تطلق منصة جديدة للتبليع عن الجرائم الرقمية

حيار: برنامج “جسر” يركز على “التربية الوالدية” للأسرة

طقس حار نسبيا مع توقعات بتساقطات مطرية متفرقة بالمملكة

جامعة محمد الخامس

تصنيف دولي يضع جامعة محمد الخامس ضمن الأفضل قارياً ودولياً

الإعدام

تقرير يكشف آثار عقوبة ’’الإعدام’’ على المحكومين وذويهم بالمغرب

ذكرى 16 ماي.. أحداث أليمة صنعت منظومة أمنية مغربية متطورة

مزور: المغرب اختار الانتقال إلى السرعة القصوى في مجال الطاقات المتجددة

طقس حار نسبيا مع توقعات بسقوط أمطار ضعيفة بالمملكة

ناجية مغربية من جحيم “ميانمار” تحكي كواليس تعذيبها

اختناق عشرات التلاميذ في الدار البيضاء.. معمل قريب ينفي صلته والسلطات تُحقق

مجلس الجالية: وثائقي “مورا هنا” يستعيد ذاكرة عمال المناجم المغاربة في فرنسا

تزامنا مع عملية “مرحبا”.. الحكومة الإسبانية تعلن توصيات للتعامل مع حيتان الأوركا

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)