شكل التحول الذي شهدته العلاقات المغربية الفرنسية، خلال الآونة الأخيرة، منعطفا جديدا على مختلف المستويات، أبرزها في مجال الاستثمار، وفق ما كشفت عنه صحيفة ’’لوموند’’ الفرنسية.
ووفق المصدر ذاته، فإن باريس تحاول إعادة العلاقات الكلاسيكية بينها وبين المغرب، بعد أزمة حادة امتدت منذ سنة 2022 إلى حدود السنة الماضية، بسبب مواقف الإليزيه من مغربية الصحراء. كما تحاول فرنسا البحث عن موطئ قدم في المغرب، بعدما فشلت في الموازنة بين المغرب والجزائر في سياستها الخارجية.
وأوضحت ’’لوموند’’ أن مواقف فرنسا نضجت بالكامل، بعد إعادة توازن دبلوماسيتها المغاربية تجاه المملكة الشريفة. وأضافت أن الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية، ستيفان سيجورني، إلى الرباط في 26 فبراير، والذي قال إنه يريد “كتابة فصل جديد” في العلاقات الفرنسية المغربية، هي إشارة أولى.
وشدد المصدر ذاته، على أن خطوة سيجورني، سيكون بعدها زيارات رسمية أخرى، أبرزها الزيارة المحتملة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد، ولكنها ’’محتملة بشكل متزايد’’ على حد تعبير المصدر الفرنسي.
كما شكلت الاستثمارات والوفود الرفيعة المستوى، من بينها رجال الأعمال، التي زارت المغرب رفقة المسؤولين الفرنسيين، أهم النقاط الرئيسية التي تعيد إلى الواجهة، رغبة فرنسية في تعزيز استثمارها بالمملكة المغربية.
وفي سياق متصل، قال كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا بالمملكة ’’أعتقد أن هناك الكثير من الأمور التي كانت موجودة منذ فترة طويلة، والتي يجب أن يعاد فيها النظر، على أساس الرؤى الواضحة لصاحب الجلالة’’.
وأضاف لوكورتيي، في تصريح خاص لموقع ’’سفيركم’’ أن ’’فرنسا كشريك يرغب في البقاء، دوره هو أن يفهم في أي مسار يتجه المغرب، لنكون بجانبه من موقعنا، ونرى إلى أي مدى يمكننا ذلك، بتواضع وبتصميم، لا أكثر ولا أقل’’.
وأوضح السفير الفرنسي، أن هذا التعاون سيكون بـ ’’المعرفة والخبرة وحسن النية والاحترام الذي يجب أن يكون حقاً شعارا للمرحلة الجديدة التي نبنيها معا’’.
تعليقات( 0 )