كشفت المندوبية السامية للتخطيط، أن الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على عدد من شركاء المملكة التجاريين، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على المغرب وأنشطته الموجهة إلى التصدير نحو أوروبا.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة إخبارية حول الظرفية الاقتصادية للفصل الأول من سنة 2025 وتوقعات الفصلين الثاني والثالث من نفس السنة، اطلع عليها موقع “سفيركم” الإلكتروني، أن الشكوك المحيطة بآفاق التجارة الدولية والنشاط الاقتصادي العالمي ما تزال تتجه نحو الارتفاع بشكل ملحوظ في الفصل الثالث من عام 2025.
وأكد المصدر ذاته على أن ما وصفته المديرية بـ”التوترات الجمركية” لدى بعض الشركاء التجاريين، يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الطلب الخارجي على المغرب، مبرزة أن سيناريو نمو الفصل الثالث من عام 2025 يظل عرضة للعديد من أوجه عدم اليقين الاقتصادي.
وفي سياق الإشارة إلى هذا السيناريو، توقعت المديرية أن تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المفروضة على أوروبا، التي اعتبرتها “صدمة تجارية خارجية” إلى جانب التباطؤ المستمر في الاقتصاد الأوروبي، إلى تباطؤ دينامية الصناعات الموجهة نحو التصدير إلى أوروبا.
وأردفت أن الأنشطة الموجهة إلى التصدير نحو أوروبا، والتي من المرجح أن تتأثر بهذا القرار، تشمل الأنشطة المتعلقة بقطاعات السيارات والصلب والصناعات الكيماوية والنسيج، مضيفة: ‘وتبرز أيضا هشاشة إضافية بالنسبة لهذا السيناريو على مستوى القطاع الفلاحي، حيث قد تتأثر مردوديته بتراجع أكثر حدة في الإنتاج الحيواني، لا سيما في حالة اشتداد موجات الحرارة خلال فصل الصيف”.
وذكرت المذكرة الظرفية أن بعض العوامل قد تساهم التخفيف من حدة هذه المخاطر، موضحة أن انتعاش قطاع الصناعات الغذائية، المدعوم بارتفاع أنشطة تحويل الحبوب وتعليب الأسماك من شأنه أن يحفز النشاط الصناعي، لا سيما في حال استمرار المؤشرات الإيجابية المسجلة في سلاسل الإنتاج الكيميائي خلال هذه الفترة.
وخلصت المندوبية السامية للتخطيط بالإشارة إلى أن الانخفاض الكبير في “أسعار النفط العالمية إلى ما دون 70 دولارا للبرميل، في حال عدم وقوع صدمات جيوسياسية جديدة، قد يُساهم في احتواء الضغوط التضخمية ودعم وتيرة النمو”.