تجدّدت أحداث العنف الطلابي من جديد في الجامعات المغربية، وهذه المرة في الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وكليات جامعة محمد الأول بوجدة، بين فصيلي الطلبة القاعديين والحركة الثقافية الأمازيغية، حيث أسفرت هذه المواجهات التي اندلعت الأسبوع الماضي عن بتر أُذن طالب وإصابة عدد من الطلاب الآخرين.
وحسب بيان لمجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، فإن طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، “تعرّضوا لهجوم يوم 22 ماي 2025، وهجوم آخر يوم 23 ماي 2025، والذي أسفر عن إصابات بليغة وخطيرة في صفوفهم، حيث تلقّى طالب منتمي للحركة ضربات غادرة في أماكن حساسة من جسده باستخدام أسلحة بيضاء، نتج عنها بتر أذنه وإصابات بليغة في الرأس”.
وأضاف البلاغ، الذي توصل موقع “سفيركم” بنسخة منه، أن “التيار القاعدي عاود الهجوم على طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع الناظور بنفس الأساليب والأدوات والأسلحة البيضاء، يوم 28 ماي 2025 داخل الحي الجامعي، حيث أسفر الهجوم عن إصابة مناضل أمازيغي بجروح خطيرة في الرأس، نُقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا بمدينة وجدة، وكشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بكسر في الجمجمة وحدوث نزيف داخلي”.
وكشف البيان كذلك أن “هذه الهجومات لم تقف عند حدود كلية سلوان بالناظور، بل امتدّ الهجوم الممنهج والتعنيف الجسدي الشنيع إلى موقع وجدة، حيث مارس نفس الفصيل القاعدي أساليبه المعهودة في تهديد وحصار طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، ومنعهم من ولوج الكليات التي يدرسون بها”.
وعبّر البيان “عن تضامنه المطلق واللامشروط مع ضحايا هذا العنف الشنيع بموقعي الناظور ووجدة، وشجبه لهذه الممارسات الخطيرة والإجرامية، التي تهدد سلامة وأمن مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بجميع المواقع الجامعية، والتي استمرت في استهدافهم منذ سنوات”، داعيًا “المصالح الأمنية والقضائية المختصة إلى حماية الطلبة داخل الجامعات والكليات والأحياء الجامعية، وضمان سلامتهم، وضرورة تحريك المساطر القانونية في حق مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة”.
وفي المقابل، نشر فصيل “الطلبة القاعديين” بيانًا توضيحيًا حول الأحداث “التي شهدت سقوط ضحايا في صفوفه”، متهمًا “الحركة الثقافية الأمازيغية بالإعداد المسبق لهذه الهجومات المسلحة ضد مناضليه، حيث إن بوادر الهجومات بانت منذ سنة، من خلال رفض طلبة الحركة الالتزام بالأعراف التي كانت تنظم العلاقة بين هذه المكونات داخل الحرم الجامعي”.
وأضاف بيان الفصيل القاعدي، الذي حصل موقع “سفيركم” على نسخة منه، أن “مباشرة الحركة الثقافية الأمازيغية للهجوم ‘العسكري’ على الطلبة القاعديين، جاء مباشرة بعد نهاية الأيام الثقافية، والتي خصصنا فيها النصيب الأكبر من المواضيع والحلقيات للقضية الفلسطينية، بحكم تزامنها مع أحداث التقتيل والإبادة التي كان يتعرض لها الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أزعجهم وأخرج موقفهم الصريح، معتبرين أننا نستغل القضية”، وفق تعبير البيان.
وأوضح البيان ذاته أن “حادث إصابة أحد طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية في الرأس، جاء نتيجة ضربة تلقاها من طرف عناصر الحركة، الذين كانوا يرشقون القاعديين بالقنينات والأحجار، مما أدى إلى إصابته، ولم يكن نتيجة استهداف أو ضرب من الفصيل القاعدي”، لافتًا إلى أنه “تم تسجيل إصابات عدّة في صفوفهم”.
وكشف بيان الطلبة القاعديين أن طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية “هم من بادروا لاختلاق أحداث العنف، وهم من أصرّوا على مواصلة أحداث العنف بنية اجتثاث الطلبة القاعديين بالموقع، ويرفضون إلى غاية الآن أي مبادرات لوقف هذه الأحداث، رغم كل المبادرات التي قاموا بها في هذا الصدد، لكن الحركة ظلّت ترفض أي مقترح أو بادرة حسن نية لوقف تدحرج الأحداث إلى هذا المستوى من العنف”.
وتشهد الساحة الجامعية بالمغرب بين الفينة والأخرى أحداث عنف بين الفصائل الطلابية التي تنشط في الأوساط الجامعية، حيث تتوتر العلاقات بين هذه المكونات، مما يؤدي إلى أحداث عنف دامية فيما بينها، أسفرت عن مقتل عدد من الطلبة وإصابات خطيرة وعاهات في صفوف آخرين.
ومع كل تجدد لأعمال العنف بين الفصائل الطلابية في الجامعة، تتجدد كذلك دعوات نبذ العنف داخل الجامعة، وجعل الساحة الجامعية فضاءً للنقاش الفكري والأكاديمي والعلمي، بعيدًا عن المشاحنات السياسية، التي تتحول إلى خلافات عميقة بين التيارات والفصائل الطلابية، ويتحوّل بعضها إلى أعمال عنف واحتقان شديد يؤثر على الطلاب والحياة الجامعية ككل.