مع كل فاتح محرم، يستعد المجتمع المغربي للاحتفال بيوم “عاشوراء”، فتبدأ الأسواق بعرض آلات موسيقية خاصة من “طعريجة” و”بندير” للبيع إضافة إلى الألعاب النارية التي تغزوا الشوارع وألعاب الأطفال وبخور وغيرها من التحضيرات التي تستمر طيلة هذه الفترة إلى غاية العاشر من شهر محرم. تقاليد وأخرى يحيي بها المغاربة هذا اليوم، فما هي خلفية الاحتفال به بالمغرب؟
في حديث لـ”سفيركم” قال أستاذ علم الاجتماع عبد الرحيم عنبي إن المغاربة ظلوا “”يقومون بإحياء هذه السنة بالصوم يوم عاشوراء وشراء الفواكه الجافة والحلويات وكذلك ممارسة بعض العادات والتقاليد كتطييب زوايا المنازل بالبخور لطرد الشياطين والأرواح الشريرة والجن وترش أركان البيت أيضا بالماء والملح، لأن حسب الاعتقاد المغربي لهما أثر في إفساد تلك القوى الخفية والشريرة”.
ما يميز هذا اليوم كذلك حسب عنبي ” هو انخراط الأطفال وجميع الفئات بالمدن والقرى والشوارع حاملين قنينات أو دلاء مملوءة بالماء ولا يكاد يمر رجل أو امرأة أو طفل حتى يجهز عليه بالماء ويرشونه، وهذا ما قلت أنه فيه ممارسة من الممارسات الديانة اليهودية”. (إشارة إلى ربطها بخروج النبي موسى بأهله من مصر وربطوها بماء زمزم حسب كتب التاريخ).
وأضاف ذات المتحدث “كان يُحتفل أيضا في هذا اليوم ب”بوجلود” قبل أن يتحول الاحتفال به الآن بعيد الأضحى وهو ما كان يسمى بالمناطق الأمازيغية ب”أمعشور” نسبة إلى الفترة العشارية”. كما يتم أيضا تحضير الكسكس وبما يسمونها ب”ذيالة” الخروف، وهو ذيل الأضحية التي يتم الاحتفاظ بها إلى ليلة عاشوراء”.
وكخلاصة يقول أستاذ السوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط “أن هذا اليوم يختزل جانبا سوسيولوجيا أنتربولوجيا سيكولوجيا وأن هذا الاحتفال عند المغاربة بعاشوراء تراكم لممارسات دينية ما قبل الاسلام ..ونجد اختلافا لدى المغاربة من منطقة إلى أخرى”.
وأشار إلى أن “الكثير من الكتابات تقول أن احتفالات المغاربة بعاشوراء هو ارتباط بالتشيُع وأن الشيعة جاءوا إلى المغرب منذ المولى إدريس إلى غير ذلك، ولكن طبيعة الاحتفال بهذه المناسبة فيها نوع من التراحم ، طقوس احتفالية فيها زيارة الأقارب وصلة الرحم وإحياء هذه الليلة بالبخور، مما يعني جوا روحيا يبعد في اعتقادي، هذه التهمة التي عند الشيعة فيها اللطم والبكاء وجرح الاجساد وتعذيب الذات وفي الحقيقة هاته الممارسات التي نراها عند الشيعة هي استمرار لديانات قديمة ولا علاقة لها بالاسلام”.