كشف موقع “أفريكا إنتيليجنس” أن وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، ستقوم بزيارة رسمية إلى المغرب في الفترة من 16 إلى 18 فبراير.
وتهدف هذه الزيارة التي يتسم برنامجها بكثافة اللقاءات، حسب المصدر، إلى إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون الثقافي بين فرنسا والمغرب.
وستصل الوزيرة مساء الأحد المقبل إلى الرباط، ومنها ستتوجه في اليوم التالي إلى العيون والداخلة، حيث ستجري محادثات مع السلطات والمسؤولين المحليين، كما ستزور عدة منشآت اقتصادية واجتماعية في المدينتين الصحراويتين، يضيف ذات الموقع.
ووفق المصدر الإعلامي، سيكون أحد أبرز محطات هذه الزيارة في العيون، افتتاح داتي معهدا فرنسيا.
وبعد عودتها إلى الرباط يوم الثلاثاء 18 فبراير، ستخصص الوزيرة الفرنسية ذلك اليوم لعقد لقاءات ثنائية مع أعضاء من الحكومة، من بينهم نظيرها المغربي مهدي بنسعيد، ومن المتوقع أن يتضمن جدول الأعمال مناقشة عدة مشاريع شراكة في المجال الثقافي، أهمها الألعاب الإلكترونية، يؤكد المصدر.
وتأتي هذه الزيارة في ظل بلوغ العلاقات بين فرنسا والمغرب مستوى غير مسبوق من التقارب، لا سيما بعد تبني باريس موقفا جديدا يدعم وحدة المغرب الترابية.
وفي يوليوز من العام الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن موقف بلاده الجديد الذي يعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في الصحراء.
وجدد ماكرون التأكيد على هذا الموقف خلال زيارته الرسمية التاريخية إلى المغرب في أكتوبر الماضي، حيث شدد على أن فرنسا ستدعم الوحدة الترابية للمغرب على الساحة الدولية.
وخلال تلك الزيارة، وقّع البلدان 22 اتفاقية تشمل عدة قطاعات، من النقل والطاقة إلى التعاون الثقافي.
وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات مثل التراث الثقافي وتطوير صناعة ألعاب الفيديو.
وفي العام الماضي، وقّع المغرب وفرنسا اتفاقية ثنائية خلال مهرجان كان السينمائي، تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسينمائي.
كما تعهّد البلدان بتعزيز التعاون في المجال الثقافي، وخاصة في السينما وحماية التراث الثقافي.
وقد قوبل هذا التقارب المتزايد بين المغرب وفرنسا بإحباط من جبهة البوليساريو الانفصالية وداعمتها الجزائر، إذ أن الجبهة كانت وراء هجمات تهدد الوحدة الترابية للمغرب في الصحراء.
ومنذ تبني فرنسا موقفها الجديد بشأن الصحراء، تدهورت العلاقات بين باريس والجزائر.
وبعد القرار الفرنسي، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس احتجاجا على الزخم المتزايد لصالح قضية المغرب.
وازداد التوتر بين البلدين بسبب الاعتقالات التي نفذها النظام الجزائري ضد الناشطين، بما في ذلك الكاتب بوعلام صنصال، الذي اعتُقل بسبب كتاباته الناقدة للنظام الجزائري.
كما واصل النظام الجزائري توجيه اتهامات لفرنسا، كان آخرها ادعاءات بأن المخابرات الفرنسية تآمرت ضد أمن الجزائر وتدخلت في شؤونها الداخلية.