قدم رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنيي استقالته رسميا، صباح اليوم الخميس، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب، إثر إسقاط حكومته في تصويت بحجب الثقة في البرلمان، وهو الأول من نوعه منذ أكثر من 60 عامًا.
ووفق بيان مقتضب من قصر الإيليزيه، فقد “قدم اليوم رئيس الوزراء استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية، الذي قبلها”، مضيفا أن “ميشيل بارنييه يتولى، مع أعضاء الحكومة، تصريف الأعمال الجارية إلى حين تعيين حكومة جديدة”.
Le Premier ministre a remis ce jour la démission de son Gouvernement au Président de la République qui en a pris acte.
Michel Barnier assure, avec les membres du Gouvernement, le traitement des affaires courantes jusqu’à la nomination d’un nouveau Gouvernement.
— Élysée (@Elysee) December 5, 2024
وتعد استقالة بارنيي متوقعة بعد تصويت نواب من اليمين المتطرف واليسار للإطاحة بحكومته، مما أدى إلى أزمة سياسية كبيرة ثانية تواجه فرنسا خلال ستة أشهر.
ويعتبر السياسي المخضرم الذي شغل سابقًا منصب كبير المفاوضين في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أقصر رئيس وزراء خدمة في التاريخ الفرنسي الحديث. ولم يسبق أن سقطت أي حكومة فرنسية بتصويت حجب الثقة منذ حكومة جورج بومبيدو في عام 1962.
وعاقب اليسار المتشدد واليمين المتطرف بارنييه بسبب تمرير ميزانية غير شعبية في برلمان منقسم دون تصويت، حيث هدفت الميزانية المقترحة إلى توفير 60 مليار يورو في إطار خطة لتقليص العجز الكبير.
وتأتي استقالة بارنيي بعد أسابيع من التوترات بشأن الميزانية، التي وصفتها زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبان، بأنها قاسية للغاية على الطبقة العاملة.
بدوره يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوات متزايدة للاستقالة، رغم تمتعه بتفويض حتى عام 2027 الأمر الذي يصعب إجباره على التنحي.
وتواجه فرنسا الآن خطر إنهاء العام دون حكومة مستقرة أو ميزانية لعام 2025، ما قد يؤثر، حسب تقارير أوروبية، على ضعف الاتحاد الأوروبي، الذي يعاني بالفعل من انهيار حكومة الائتلاف في ألمانيا، وذلك قبل أسابيع قليلة من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يزور ترامب باريس يوم السبت المقبل لحضور حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام المُرممة، ويرغب ماكرون في تسمية رئيس وزراء جديد قبل ذلك، حسب ما كشفته وكالة رويترز.