كشفت وكالة الأنباء الأمريكية “بلومبيرغ”، أن الزيارة التي أجراها الرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى المملكة المغربية مساء يوم أمس الخميس، تعكس مجهودات بكين ورغبتها العميقة في تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية.
وجاء في تقرير للوكالة، أن الزيارة القصيرة التي أجراها الرئيس الصيني في طريق عودته إلى بلاده، عقب مشاركته في قمة العشرين التي عُقدت يومي 18 و 19 نونبر في العاصمة البرازيلية “ريو دي جانيرو”، تترجم مجهودات بكين من أجل تعزيز علاقاتها مع القارة الإفريقية، لا سيما وأن المغرب يتمتع بموقع ريادي في المنطقة.
وذكرت “بلومبيرغ” أن حدث زيارة الرئيس الصيني للمغرب واستقباله من طرف ولي العهد، الأمير مولاي الحسن ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، حظي بتغطية إعلامية كبيرة في الجانبين، حيث نقلته وسائل الإعلام الرسمية في البلدين، ويتعلق الأمر بهيئة البث الصينية الرسمية إلى جانب وكالة المغرب العربي للأنباء.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن زيارة الرئيس الصيني للمغرب، التي تعد زيارته الأولى إلى المملكة منذ توليه منصب الرئاسة، قد عبر فيها عن استعداد بلاده تعزيز تعاونها المشترك مع المغرب، وذلك ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، مؤكدة أن هذه الزيارة ترمي إلى تقوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ولفتت “بلومبيرغ” إلى أن الصين تعمل تحت قيادة شي جينبينغ، على تكثيف شراكاتها وبناء علاقات مع دول مختلفة، من أجل تعزيز علاقاتها الاقتصادية من جهة، ومواجهة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة من جهة أخرى.
واستطردت الوكالة أن الصين تعمل أيضا على بناء سلسلة توريد خاصة ببطاريات السيارات الكهربائية بالمغرب، الذي يتمتع باتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكانت قد أعلنت شركة “تشجيانج هايليانج” المنتجة لأنابيب وقضبان النحاس، في وقت سابق من هذه السنة، عن خططها لبناء مصنع لها في المغرب بقيمة 288 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 2.9 مليار درهم، وذلك من أجل إنتاج مواد الطاقة الجديدة، بما في ذلك رقائق بطاريات الليثيوم، لا سيما وأن الطلب متزايد على هذا المنتوج في العالم.
وأردفت بلومبيرغ أن “صندوق الإيداع والتدبير وشركة “غوشن هاي-تك” الصينية، وقعا يوم الأربعاء 13 نونبر الجاري، مذكرة تفاهم لتطوير ودعم مصنع ضخم لإنتاج بطاريات الليثيوم الخاصة بالسيارات الكهربائية، في مدينة القنيطرة، مبرزة أن هذا المشروع، الذي يُعد أول مصنع ضخم من نوعه في المغرب، يرمي إلى إنتاج خلايا وحزم بطاريات الليثيوم أيون.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين، تشهد سلسلة من الزيارات الرسمية المتبادلة بين المسؤولين، التي أسفرت عن توقيع اتفاقيات متنوعة شملت عدة قطاعات، حيث كانت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور، قد التقت، في يونيو الماضي، مع نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، راو تشوان، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال السياحي.
وجدير بالذكر أيضا أن وزير الصناعة المغربي، رياض مزور، كان قد استقبل في مارس الماضي، نظيره الصيني وزير التجارة، وانغ وينتاو، وهي الزيارة التي أكد فيها مزور أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين شهد ارتفاعاً بأكثر من 50%، مما جعل الصين تحتل المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري للمغرب وأول شريك له في آسيا، حيث بلغ إجمالي المبادلات التجارية بينهما 7.6 مليارات دولار في عام 2022.
تعليقات( 0 )