هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على خلفية انسحاب الأخير من ملتمس الرقابة، واصفا إياه بشكل متهكم بـ”الحزب الأول بالمقلوب”، في رد تلميحي على ما صرح به الكاتب الأول لحزب “الوردة”، إدريس لشكر، في الأيام الماضية، بأن حزبه هو الحزب الأول في المعارضة.
وقال بنكيران، خلال ندوة لحزب العدالة والتنمية حول ملتمس الرقابة، إن الترتيب العددي لا يعني شيئا في غياب المواقف السياسية الجادة، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي “هو الحزب الأول من حيث عدد النواب في المعارضة، لكنه ليس الأول في السياسة”، مضيفا بلهجة ساخرة: “هو الأول بالمقلوب”.
وكشف بنكيران أن تقديم ملتمس الرقابة كان مقررا هذا الأسبوع، رغم عدم يقين الحزب من نجاحه، مؤكدا أن “النجاح أو الفشل لم يكونا هما المعيار، بل الواجب السياسي”، قبل أن يضيف: “حاولت أن أقوم بهذا الواجب قدر المستطاع”.
وأوضح أن خلافات ظهرت فجأة في اللحظة الأخيرة، حيث فوجئ حزب العدالة والتنمية، يوم الجمعة، بانسحاب الاتحاد الاشتراكي رغم تحديد موعد لاجتماع مسؤولي الفرق والمجموعات يوم الأحد، وهو ما أفشل الخطوة بالكامل، إذ لم يعد ممكنا تقديم الملتمس بدون هذا الدعم.
وتابع بنكيران بالقول: “الحكومة تصنع الألاعيب لإفشال ملتمس الرقابة، وحتى لجان التقصي”، مشددا على أن “هذا الإفشال، إن كان سيدفعنا إلى التقدم، فمرحبا، لكن حين يتحول إلى طريق نحو الفشل، فسيظهر ذلك للجميع”.
ووجه رئيس الحكومة الأسبق رسائل مباشرة للمواطنين، داعيا إلى المشاركة السياسية الواعية، والتصويت وفق الضمير والأخلاق، محذرا من أن “الامتناع عن التصويت هو ما يؤدي إلى صعود من لا يستحق، ثم نعود لعتاب الأحزاب الجادة”.
كما دعا بنكيران إلى مراقبة كيفية صرف المال العام، قائلا: “ملايير الدراهم ملك للشعب، ويجب أن نعلم كيف تُصرف وأين تذهب”، مشددًا على أن المواطن المغربي “يجب أن يعرف لماذا قررنا أن نمضي مع المعارضة في ملتمس الرقابة”.
وختم بنكيران كلمته بالتذكير بالاضطرابات السياسية السابقة، مثل احتجاجات 20 فبراير، قائلا: “كنا بالأمس مع اضطرابات عشرين فبراير، ولا زالوا يخلوضون ولا يتّعضون، وكان من المفروض التعاون لا البلوكاج والإفشال”.