كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أن الولايات المتحدة وإيران بدأتا محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي في إعلان مفاجئ بعد أن كان المسؤولون الإيرانيون يرفضون فيما يبدو الدعوات الأمريكية لإجراء مثل هذه المفاوضات.
وحسب رويترز فإن إيران كانت قد رفضت مطالب ترامب بأن تتفاوض مباشرة بخصوص برنامجها النووي وإلا تعرضت لقصف، لكنها تركت الباب مفتوحا في البداية أمام إجراء محادثات غير مباشرة.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي في أثناء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”. لكنه لم يسهب في التفاصيل.
وفاقمت تحذيرات ترامب من عمل عسكري يستهدف إيران التوتر في الشرق الأوسط بعد الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، والضربات العسكرية على اليمن، وتغيير القيادة في سوريا وتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وقال ترامب إنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية، وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم السابع من مارس آذار إنه كتب إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي مقترحا إجراء محادثات. وقال مسؤولون إيرانيون حينذاك إن طهران لن تذهب إلى المفاوضات تحت التهديد.
وفي فترة ولايته الرئاسية 2017-2021، جعل ترامب الولايات المتحدة تنسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران وقوى عالمية فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما عاود ترامب فرض عقوبات أمريكية شاملة.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم.
وتتهم القوى الغربية إيران بأن لديها قائمة أولويات سرية لتطوير قدرة على إنتاج أسلحة نووية بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقولون أنه أعلى من المطلوب لبرنامج مدني للطاقة الذرية.
وتقول طهران إن برنامجها النووي لا يستهدف إلا إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.
وعلى غرار الرؤساء الأمريكيين من قبله، قال ترامب إنه يتعين عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي.
وقال للصحفيين إن محادثات يوم السبت مع إيران ستكون على مستوى عال جدا، وأشار إلى احتمال التوصل إلى اتفاق. وأضاف “لدينا اجتماع كبير جدا يوم السبت وسنتعامل معهم مباشرة”.
ولم يرد بعد مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على طلب الحصول على تفاصيل.
ويأتي هذا التحول في وقت حرج “لمحور المقاومة” الإقليمي الذي أسسته طهران بكلفة كبيرة على مدى عقود لمواجهة إسرائيل والنفوذ الأمريكي. وضعفت قوة هذا المحور بشدة منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس )على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أدى إلى انزلاق الشرق الأوسط إلى صراع.
وتتعرض حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، في حين أن حركة الحوثيين في اليمن مستهدفة بغارات جوية أمريكية منذ الشهر الماضي. وألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بالدفاعات الجوية الإيرانية العام الماضي.
وساهم سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف رئيسي آخر لإيران، في إضعاف نفوذ الجمهورية الإسلامية بشدة.