تتعرض المسؤولة الأمنية الإسبانية من أصول مغربية، ليلى إدريس الحاج محمد، لحملة عنصرية من قبل مواطنين إسبان استنكروا تعيينها في منصب رفيع داخل جهاز الشرطة الإسباني.
وتطرق تقرير نشرته صحيفة “La Razon” الإسبانية، إلى قصة هذه الحملة العنصرية التي تعرضت لها ليلى، والتي استهدفتها بسبب أصولها المغربية، حيث رفض بعض المواطنين الإسبان أن يجري تعيين سيدة من أصول مغربية في منصب أمني رفيع.
وأبرز التقرير أن العنصرية التي تعرضت لها ليلى، التي ولدت في مدينة مليلية المحتلة، كانت على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها منشور يقول: “قادتُكم خونة كبار وسيُحاسبون عندما يحين الوقت”، واصفا الشرطة الإسبانية بـ”المرتزقة”.
وجاء في منشور آخر: ”لقد وضعوا مغربية كريهة في منصب زعيم إقليمي، رغم أنها لا تستحق”.
وفتحت الشرطة الإسبانية تحقيقا في هذه القضية، التي دخل على خطها أيضا متخصصون من هيئة الإستخبارات الاسبانية، الذين قاموا بخطوة مماثلة لمعرفة خلفيات هذه الحملة ومن يقف خلفها.
واستطردت الصحيفة، أن ليلى إدريس تتمتع بخبرة مهنية تتجاوز 30 سنة، حيث شغلت العديد من المناصب الهامة، من بينها قيادة الوحدة الإسبانية في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هايتي.
وأردفت أنها عملت في ملحقة السفارة الإسبانية بالرباط بين عامي 2013 و2017، وتُعد أول امرأة مسلمة من أصول مغربية تتولى منصبا رفيعا في قطاع الأمن الإسباني.
وانضمت ليلى في سنة 1995 إلى الشرطة الوطنية، واشتغلت في عدة مناطق بإسبانيا، منها مدينة خاين، حيث تولت مسؤولية وحدة تنسيق العمليات لمدة ثلاث سنوات.
وشغلت لفترة وجيزة منصب رئيسة مفوضية الشرطة في أندوخار، بالإضافة إلى أدوار بارزة في جزر الكناري ووحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة.
وقالت ليلى في حوار سابق أجرته مع صحيفة “دياريو دي خاين”، “عندما التحقت بأكاديمية الشرطة عام 1995، تعلمت أن وظيفة الشرطي لا تقتصر على تطبيق القانون فقط، بل تتجاوزها إلى خدمة الناس، ومساعدتهم في أصعب لحظاتهم، والدفاع عن حقوقهم الأساسية”.
وواصلت ليلى قائلة: “هذا المفهوم كان بمثابة النور الذي قاد مسيرتي المهنية”، متعهدة بتحويل جهاز الشرطة إلى وسيلة لضمان رفاهية المجتمع وأمنه، مشددة على أهمية دور الشرطة في تعزيز الثقة بين المواطنين.