خبراء: اعتراف الدول بالحكم الذاتي كحل وحيد هو اعتراف ضمني بمغربية الصحراء

تباحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة على هامش الدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مع بعض نظراءه ممثلي مختلف الدول المشاركة، آخرها “الدانمارك” التي وصفت مخطط الحكم الذاتي بأنه مساهمة جادة وموثوقة في المسار الأممي الجاري.

‎وفي تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، قالت ياسمين حسناوي أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية الكويت بهذا الخصوص، إن اعتراف الدول بالحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع هو بحد ذاته اعتراف ضمني بسيادة المغرب على أراضي الصحراء المغربية.

وأفادت حسناوي بأن المباحثات التي يجريها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع جميع الدول المشاركة خلال أشغال الجمعية العامة بالأمم المتحدة تسير في إطار تثمين مجهودات المغرب الرامية إلى إيجاد حل للمشكل المفتعل علاقة بالصحراء المغربية، معتبرة أنه تثمين مباشر لمشروع الحكم الذاتي.

وأكدت المتحدثة ذاتها بأن الدول أصبحت واعية بأن النزاع الحقيقي واقع بين الجزائر والمغرب، بينما البوليساريو ليست إلا أداة مستعملة من طرف الجزائر لعرقلة المسار الأممي في قضية الصحراء، مشيرة إلى أن

“لغة الأمم المتحدة قد تغيرت حيث لم نعد نرى منذ سنة 2007 الاستفتاء في قرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة.”

وفي السياق ذاته تابعت أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية الكويت في تصريح خصت به جريدة “سفيركم” الإلكترونية، “لقد ذكرت تقارير مجلس الأمن الجزائر أكثر من خمس مرات ودعت إلى استعادة الطاولة المستديرة لجنيف ومشاركة الجزائر فيها”، مشيرة إلى أن هذا يعتبر في حد ذاته انتصارا للمغرب داخل أروقة الأمم المتحدة.

من جهته، قال محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، “إن سيادة المغرب على صحرائه تمثل اليوم قاعدة مستقرة في مواقف عدد من الدول و عنوانا لإرادة دولية واسعة النطاق لدعم معايير الحل كما وردت في قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار الأخير 2703″، مردفا إن الأمر يتعلق بمسار ديناميكي لا يمكن إعادة عقارب زمنه إلى الوراء و هو من ثمار التوجه الاستراتيجي و العملي لجلالة الملك محمد السادس و رؤيته الدبلوماسية الاستشرافية التي جعلت من الصحراء المغربية النظارة التي تقيس صدق الصداقات و نجاعة الشراكات بما لا يترك مجالا للغموض و الضبابية.

وأبرز بودن في تصريح لمنبر “سفيركم”، بأن المشاركة المغربية في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة تركز على تعزيز رافعات العمل مع الشركاء و تعزيز المكاسب المحققة في ملف الوحدة الترابية بما يعزز الاتجاه الدولي الداعم لسيادة المغرب على صحرائه و يرسخ قناعة مايزيد عن 100 بلد بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي.

وأوضح الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، أن سيادة المغرب على صحرائه تمثل اليوم حقيقة ثابتة و مؤكدة في مواقف و مبادرات العديد من القوى الدولية و الإقليمية وهنا يمكن استحضار الموقف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية و الموقف الفرنسي بدلالاته الكبرى و الموقف المعمق لإسبانيا و الموقف المتقدم لألمانيا وعدد من الدول الأوروبية و الأفريقية و أخرى من أمريكا اللاتينية و الكارايبي و أسيا فضلا عن المواقف المتأصلة لدول الخليج و دول أخرى في الشرق الأوسط.

‎وأكد المتحدث ذاته ل”سفيركم” أن إقرار الدول بسيادة المغرب على صحرائه بشكل واضح ومتقدم وتعبير دول من مختلف المناطق الجيوسياسية في العالم عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية من شأنه خلق مستقبل مشرق للعلاقات المغربية مع هذه الدول.

تعليقات( 0 )