أعلنت وزارة الداخلية، يوم أمس السبت 29 مارس 2025، أن أسرابًا محدودة من الجراد ظهرت مؤخرًا في نطاق محصور ببعض المناطق جنوب شرق البلاد، مما استدعى اتخاذ تدابير وقائية فورية لضمان عدم تفاقم الوضع.
ووضعت الوزارة من بين إجراءات مواجهة أسراب الجراد، تخصيص فرق متخصصة في الاستطلاع والمكافحة، مجهزة بالآليات والمبيدات الضرورية، وهو الإجراء الذي قوبل بانتقادات متفرقة من طرف نشطاء بيئيين.
واستنكر محمد بنعطا الناشط البيئي والمهندس الزراعي، التصريحات القائلة بأن المبيدات المستعملة لمحاربة الجراد غير مضرة، متسائلا عن سبب مطالبة مربي النحل والمواشي بالابتعاد عن هذه المناطق، التي تتعرض لرش المبيدات إذا كانت فعلا غير مضرة.
ووصف في تصريح خاص لصحيفة “سفيركم” الإلكترونية، المواد المستعملة ب”الخطيرة”، داعيا إلى التقليل من استعمالها سواء من حيث الكمية أو المساحة المحددة لاستعمالها
وأكد الناشط البيئي، أن استعمال الطائرات يجب أن يبقى الاختيار الأخير، معتبرا أن اللجوء إلى الطائرات يعني فشل استراتيجية المغرب في القضاء على هذا الزحف.
ونادى بالبدء بمعالجة محلية أرضية، في أوضاع مناسبة، مشيرا إلى التصاق الجراد في الفترة الصباحية بالأرض الشيء الذي يسهل عملية القضاء عليه، وِفقا لتعبير المتحدث.
المهندس الزراعي، أوصى أيضا بضرورة التتبع والاستعانة بفرق الرصد ومراكز التنسيق الجهوية والمركزية بالإضافة إلى التنسيق مع الدول المجاورة، قائلا “إذا تتبعنا الجراد في أوله لن تكون هناك آفة، وإذا تأخر التتبع فسنكون أمام آفة الجراد، وآفة الثلوث وتضرر المراعي الحيوانات بفعل المبيدات الكيمائية والجراد”.
من جهتها جمعية “أصدقاء البيئة” عبرت عن مخاوفها من لجوء السلطات إلى استعمال المبيدات التي سبق استخدامها خلال الثمانينات والتسعينات لمكافحة الجراد.
وشددت على أن هذه المواد الكيميائية قد تؤدي إلى أضرار جسيمة بالنظم البيئية الهشة، خاصة في المناطق الصحراوية التي تعد موطنا للحيوانات البرية النادرة، مثل الغزلان والنعام، منبهة إلى خطورة تسرب هذه المواد إلى التربة والمياه الجوفية.
ودعت الجمعية إلى اعتماد حلول بيئية بديلة، مثل المبيدات البيولوجية والعضوية، والتي تعد أقل ضررا مقارنة بالمبيدات الكيميائية المحظورة.