كشفت دراسة حديثة أن فحص دم بسيط يمكن أن يتنبأ بخطر إصابة الشخص بأمراض القلب على مدى الثلاثين سنة المقبلة، مشيرة إلى أن تضمين مؤشرات إضافية في اختبار الدم يوفر صورة أكثر شمولية عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها للمرة الأولى في مجلة “New England Journal of Medicine” الأمريكية، والتي أعاد موقع “NBC News” الأمريكي نشرها، أن هذه المقاربة الجديدة للفحص الروتيني للدم خطوة مهمة في توقع الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.
وذكرت الدراسة أن الأطباء قد كانوا يعتمدون في السابق على مستويات الكوليسترول، وخاصة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة “LDL” أو ما يُعرف بـ “الكوليسترول السيئ”، لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الباحثين المشرفين على هذه الورقة البحثية يشيرون إلى أن الاقتصار على هذا المؤشر يغفل عوامل خطر أخرى مهمة وخفية في العادة.
وقال الدكتور بول ريدكر، مدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى بريغهام للنساء في بوسطن، وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: “وجدنا مؤشرات حيوية إضافية تخبرنا بأنواع أخرى من المشاكل البيولوجية التي قد يعاني منها المرضى الذين من المحتمل أن يصابوا بأمراض القلب”.
ووجد فريق ريدكر أن هناك مؤشرين إضافيين إلى جانب كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة “LDL”، يمكن أن يساعدا على التنبؤ بخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مرض الشريان التاجي، مبرزا أن المؤشر الأول هو بروتين دهني في الدم يُعرف باسم “Lipoprotein (a)”، أو “Lp(a)”، والثاني هو مؤشر على الالتهاب يُعرف ببروتين “C” التفاعلي “CRP”.
وقد استندت هذه النتائج إلى بيانات حوالي 30,000 امرأة أمريكية شاركن في دراسة صحة المرأة، حيث بلغ متوسط عمر المشاركات 55 عاما عند انضمامهن للدراسة بين عامي 1992 و199،. وخلال فترة المتابعة التي امتدت لـ 30 سنة، تعرضت حوالي 13% منهن لنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو خضعن لجراحات لتوسيع الشرايين بسبب أمراض القلب.
وعلى الرغم من أن الدراسة ركزت على النساء، إلا أن الباحثين يعتقدون أن النتائج قد تنطبق أيضا على الرجال، فبحسب رييدكر، تم التركيز على النساء لأنهن غالبا ما يتم تقليل أهمية التشخيص والعلاج لديهن في مجال أمراض القلب.
وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي كانت لديهن مستويات مرتفعة من كوليسترول “LDL” ارتفع لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 36% مقارنة بالنساء اللواتي كانت لديهن مستويات منخفضة، بينما كانت النساء اللواتي سجلت لديهن مستويات مرتفعة من “Lp(a)” معرضات لنفس الخطر بنسبة 33%، وبلغت نسبة الخطر لدى النساء اللواتي ارتفعت لديهن مستويات CRP حوالي 70%.
وذكرت الدراسة أنه عندما تم النظر إلى المؤشرات الثلاثة معا، كانت النساء اللواتي لديهن أعلى المستويات أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بأكثر من 1.5 مرة وأكثر من ثلاث مرات للإصابة بأمراض القلب التاجية على مدار الثلاثين عاما القادمة مقارنة بالنساء ذوات المستويات الأدنى.
ودعا المشرفون على هذه الدراسة العاملين في القطاع الصحي، إلى إجراء اختبارات دم تشمل المؤشرات الثلاثة، خاصة لدى الأشخاص الذين يبلغون الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمرهم، وذلك من أجل الكشف عن عوامل الخطر التي قد يتم التغاضي عنها في وقت مبكر من العمر.
ولفت الباحثون إلى أنه على الرغم من أهمية اتباع نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي سليم والامتناع عن التدخين، إلا أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من المؤشرات الثلاثة سيحتاجون غالبا إلى أدوية لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
تعليقات( 0 )