كشفت دراسة حديثة أن تناول مشروب يحتوي على محلى الإريثريتول، وهو مكون صناعي يُستخدم لتحلية المنتجات منخفضة الكربوهيدرات، يزيد من خطر تجلط الدم بأكثر من الضعف عند 10 أشخاص يمتلكون صحة سليمة.
وكشفت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في موقع “CNN” أن الجلطات تتسبب في انسداد الأوعية الدموية، وقد تنتقل إلى القلب مما يؤدي إلى نوبة قلبية، أو إلى الدماغ مما يؤدي إلى سكتة دماغية، وقد أظهرت أبحاث سابقة أن الإريثريتول يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وحتى الموت.
قال الدكتور ستانلي هازن، رئيس فريق البحث ومدير مركز التشخيص والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في معهد كليفلاند كلينيك، إن “ما يثير الدهشة هو أن جميع المشاركين في الدراسة شهدوا زيادة في استجابة الصفائح الدموية (تجلط الدم) بعد تناول الإريثريتول”.
وفي المقابل، لم يُظهر تناول مشروب يحتوي على نفس كمية الجلوكوز أو السكر أي تأثير على نشاط الصفائح الدموية في مجموعة أخرى مكونة من 10 أشخاص، وفقا لما ذكره هازن الذي يشغل أيضا منصب رئيس مركز بيولوجيا الخلايا الوعائية وتصلب الشرايين في كليفلاند كلينيك.
وطلب الباحثون من ما مجموعه 20 مشاركا، الصيام طوال الليل من أجل سحب عينات من دمهم في الصباح، وبعد ذلك، تم إعطاؤهم مشروبا يحتوي إما على 30 جراما من الإريثريتول أو 30 جراما من السكر. وبعد 30 دقيقة، تم سحب الدم مرة أخرى.
وقال هازن: “لاحظنا ارتفاعا في نسبة التجلط، باستخدام مؤشرات تشير إلى مدى سرعة انسداد الأوعية الدموية أو وقف تدفق الدم، وهو ما يشبه نموذجا للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية”.
وأوضح هازن أن “هذه الدراسة تُعد أول مقارنة مباشرة بين تأثير تناول الجلوكوز وتناول الإريثريتول على مختلف مؤشرات وظيفة الصفائح الدموية”. وأشار إلى أن “الجلوكوز لا يؤثر على التجلط، بينما الإريثريتول يفعل”.
ووصف الدكتور أندرو فريمان، مدير قسم الوقاية من أمراض القلب والعافية في المستشفى الوطني في دنفر، الدراسة بأنها “صغيرة لكنها مثيرة جدًا للاهتمام”، وأشار إلى أن “هذه النتائج تطرح تساؤلات حول مدى سلامة استخدام هذه المحليات الصناعية”.
وتعليقا على الدراسة، قال مجلس مراقبة السعرات الحرارية، وهي جمعية صناعية، إن نتائج هذه الدراسة يجب أن تُفسر بحذر شديد، حيث أوضح رئيس المجلس كارلا سوندرز في رسالة بريد إلكتروني أن “30 عاما من الأبحاث أظهرت أن الإريثريتول يُعد خيارا آمنا وفعالا لتقليل السكر والسعرات الحرارية”.
وأشارت سوندرز إلى أن “العدد المحدود للمشاركين، وعددهم 10 فقط، تم إعطاؤهم كميات مفرطة من الإريثريتول، وهي تقريبا أربعة أضعاف الكمية القصوى المسموح بها في أي مشروب واحد في الولايات المتحدة”.
ومع ذلك، أشار هازن إلى أن كمية الإريثريتول المستخدمة في كل مشروب في الدراسة، وهي 30 جراما، تعادل الكمية الموجودة في المشروبات الغازية الخالية من السكر أو المثلجات أو الكعك، والتي غالبا ما يتناول الناس منها أكثر من واحدة.
قال الدكتور واي هونغ ويلسون تانغ، المدير المشارك للدراسة ومدير أبحاث القلب في كليفلاند كلينيك، في بيان: “هذه الأبحاث تثير بعض القلق من أن تناول كمية معتادة من الطعام أو المشروبات المحلاة بالإريثريتول قد يحفز بشكل حاد تأثير تكوين الجلطات”.
وتجدر الإشارة إلى أن الإريثريتول يعتبر من كحول السكر مثل السوربيتول والزيليتول، وهي كربوهيدرات توجد بشكل طبيعي في العديد من الفواكه والخضروات. ويُنتج الجسم البشري أيضا الإريثريتول كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، ولكن بكميات صغيرة فقط.
وجدير بالذكر أيضا أن الإريثريتول يصنع بشكل صناعي بكميات ضخمة، ولا يترك طعما متبقيا، ولا يرفع نسبة السكر في الدم، وله تأثير أقل على الجهاز الهضمي مقارنة ببعض أنواع كحول السكر الأخر، حيث يمتلك حوالي 70% من حلاوة السكر وهو خالي من السعرات الحرارية.
تعليقات( 0 )