كشفت دراسة حديثة، أن الأشخاص البالغين وكبار السن، الذين يعانون من الشعور بالوحدة لمدة طويلة، يواجهون خطر الإصابة بالجلطة الدماغية مقارنة بأولئك الذين لا يشعرون بالوحدة.
وجاء في هذه الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة “E-Clinical Medicine” والتي أعاد موقع “ABC News” نشرها، أن الأبحاث أظهرت أن خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بين البالغين الذين يشعرون بالوحدة، كان مرتفعا بغض النظر عن الأعراض الاكتئابية المصاحبة أو الشعور بالعزلة الاجتماعية.
وفي هذا الصدد، قالت ييني سو، الباحثة المشاركة في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد “تي إتش تشان”، في بيان صحفي: “يُعتبر الشعور بالوحدة بشكل متزايد قضية صحية أساسية عامة، خاصة عندما يُعاش على المدى الطويل، تشير دراستنا إلى أن الوحدة قد تلعب دورا مهما في حدوث الجلطة الدماغية، والتي تُعد بالفعل واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة الطويلة الأمد والوفاة على مستوى العالم”.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالوحدة المؤقتة الناتجة عن تغير ظروفهم، لم يكن لديهم خطر متزايد في الإصابة بالجلطة الدماغية، ما يشير إلى أن ارتباط الوحدة بالجلطة الدماغية يحدث على المدى الطويل.
واعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات من تقرير الصحة والتقاعد بجامعة ميشيغان “HRS”، حيث قامت لمدة تراوحت بين 10 سنين و 12 عاما، بتتبع حوالي 9000 بالغ غير مصاب بالجلطة الدماغية، تبلغ أعمارهم 50 عاما.
ووجد الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أن الذين عانوا من الشعور بالوحدة المزمنة كان لديهم خطر أعلى بنسبة 56% للإصابة بالجلطة الدماغية مقارنة بأولئك الذين أبلغوا عن عدم شعورهم بالوحدة باستمرار، بغض النظر عن العزلة الاجتماعية، الأعراض الاكتئابية، مؤشر كتلة الجسم، النشاط البدني والحالات الصحية الأخرى.
وقالت الدكتورة جوليان هولت لونسداد، أستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب بجامعة بريغهام يونغ وباحثة رئيسية في تأثيرات الوحدة الصحية، التي لم تشارك في الدراسة، في تصريح لموقع ABC News: “تتوافق هذه النتائج مع أبحاث أخرى أظهرت أن الشعور بالوحدة مرتبط بصحة أقل جودة”.
وأضافت: “يتفق هذا أيضا مع أبحاث أخرى تُظهر أن الشعور بالوحدة المستمر له تأثيرات ضارة، ونظرا لأن هذه الدراسة نظرت في الشعور بالوحدة في أوقات متعددة لتحديد ما إذا كانت هناك تغييرات، فقد وجدت أن المستويات المستمرة ارتبطت بأسوأ النتائج”.
وأكدت الدراسة أن المشاركين الذين قيم الباحثون شعورهم بالوحدة مرة واحدة فقط، عانوا خلال فترة المتابعة من 2006 إلى 2018 من ما مجموعه 1237 جلطة دماغية. أما المشاركون الذين خضعوا لتقييمان عبروا عن شعورهم بالوحدة في كلا المرتين، فقد أبلغوا عن حدوث 601 سكتة دماغية خلال نفس فترة المتابعة.
وقام الباحثون بإجراء تحليل لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية لكل مجموعة على حدة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر الصحية والسلوكية الأخرى، بما في ذلك العزلة الاجتماعية والأعراض الاكتئابية، التي تتشابه مع الشعور بالوحدة.
وخلص البيان الصحفي المتعلق بالدراسة والصادر عن ييني سو إلى الإشارة إلى أنه: “قد تساعد التقييمات المتكررة للشعور بالوحدة في تحديد الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة بشكل مزمن، والذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، إذا لم تعالج مشاعرهم بالوحدة على المستويات الفردية والمجتمعية، فقد تكون هناك عواقب صحية وخيمة”.