لطالما تداول عدد كبير من الناس، الاعتقاد الذي يفيد بأن الزواج يرفع ضغط الدم، لكن دراسة دولية حديثة أخرجت هذا الاعتقاد من دائرة السخرية والفكاهة إلى الواقع، حيث كشفت بشكل علمي أن الأزواج هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وأفادت هذه الدراسة الدولية، التي نشرت نتائجها يوم الأربعاء الماضي، على مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب، أن ضغط الدم المرتفع قد يكون تجربة مشتركة بين الأزواج في منتصف العمر، مؤكدة على أن الرجال والنساء الذين يتجاوزون سن الأربعين، قد يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان الشريك يعاني من هذه الحالة أيضا.
https://abc13.com/high-blood-pressure-hypertension-couple-marriage/14150673/
وتُظهر الدراسة، أن حوالي نصف الأزواج الذين تتراوح أعمارهم الخمسين فما فوق، بكل من الولايات المتحدة وإنجلترا والصين والهند، يعانون من ارتفاع ضغط الدم، حيث تسلط نتائج البحث الضوء على إمكانية الاعتماد على نهج يرتكز على الأزواج في فحص وتتبع ارتفاع ضغط الدم.
وقال الدكتور تشيهوا لي، كبير مؤلفي الدراسة ودكتور في جامعة ميشيغان: “العديد من الأشخاص يعلمون أن ارتفاع ضغط الدم شائع عند الكبار والمسنين، ولكننا كنا مندهشين عند العثور على أن العديد من الأزواج المسنين يعانون من ارتفاع ضغط الدم على حد سواء، على سبيل المثال في الولايات المتحدة، حيث أن أكثر من 35 بالمئة من الذين تجاوزوا سن 50 عاما، لديهم ارتفاع ضغط الدم”.
وتُظهر إحصائيات الجمعية الأمريكية لأمراض القلب، أن نصف البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وقد أظهرت الدراسات السابقة التي أُجريت في مناطق صغيرة أو إقليمية أو في بلد واحد، أن الأزواج قد يعكسون حالة ضغط الدم وأمراض أخرى لبعضهم البعض، لكن هذه الدراسة الجديدة هي الأولى التي تنظر إلى الأزواج في عدة بلدان، من مختلف الفئات سواء ذوي الدخل العالي أو المتوسط، وفق ما أكده الدكتور جيثين سام فارجيس، المؤلف المساعد وأستاذ أبحاث في مركز إموري العالمي لأبحاث السكري في جامعة إموري في أتلانتا.
وفي هذا الصدد، قال فارجيس: “كنا نرغب في معرفة ما إذا كان العديد من الأزواج الذين لديهم اهتمامات مشتركة ويتقاسمون بيئة العيش والعادات، قد يشتركون أيضًا في ارتفاع ضغط الدم”.
وقام باحثون خلال الدراسة، بتحليل قياسات ضغط الدم لـ3,989 ثنائي في الولايات المتحدة، و1,086 من إنجلترا، و6,514 من الصين، و22,389 ثنائي من الهند، كانوا متزوجين أو يصفون أنفسهم بالشراكة ويعيشون في نفس المنزل، وتم أخذ قياسات ضغط الدم في نقطة زمنية واحدة.
وكانت نسبة ارتفاع ضغط الدم لدى الأزواج الإنجليزيين 47 بالمئة، مقارنة بنحو 38 بالمئة لدى الأزواج الأمريكيين، و21 بالمئة لدى الأزواج الصينيين، و20 لدى الأزواج الهنديين.
وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وإنجلترا عن الصين والهند، إلا أن الارتباط بين حالة ضغط الدم لدى الأزواج كان أقوى في الأخيرين. فقد كانت النساء المتزوجات من رجال يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر تأثرا بنسبة 9 بالمئة في الولايات المتحدة وإنجلترا، لكنهن كن أكثر تأثرا بنسبة 19 بالمئةفي الهند و26 بالمئة في الصين. وكانت النتائج مماثلة بالنسبة للرجال المتزوجين من نساء مصابات بضغط دم عال أو طبيعي.
وأكد الموقع على أنه يمكن أن تلعب العوامل الثقافية دورًا في النتائج المتقاربة لضغط الدم، ولفت للدكتور بيي لو، مؤلف الدراسة ودكتور في علم الوبائيات في كلية الصحة العامة بجامعة كولومبيا في نيويورك، إلى أنه “في الصين والهند، هناك اعتقاد قوي في التماسك كأسرة، لذا قد يؤثر الأزواج بشكل أكبر في صحة بعضهم البعض”.
وتابع أنه “في المجتمعات التعاونية في الصين والهند، يُتوقع أن تعتمد الأزواج على بعضها البعض وتدعم بعضها البعض، عاطفيًا وبشكل عملي، لذا قد نكون الصحة متشابكة بشكل أكبر”.
من جانبها، قالت الدكتورة بيثاني بارون جيبس، رئيسة قسم علم الوبائيات والإحصاء الحيوي في كلية الصحة العامة في جامعة وست فرجينيا في مورغانتاون، أن النتائج تشير إلى أن النهج الحالي للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم على مستوى الفرد قد لا يكون كافيًا.
وواصلت بارون جيبس، التي لم تشارك في البحث الجديد، والتي قادت لجنة كتابة بيان علمي لجمعية القلب الأمريكية عام 2021، حول دور النشاط البدني في التحكم في ضغط الدم والكوليسترول: “قد يكون من الصعب تحقيق تغييرات في نمط الحياة، مثل زيادة النشاط البدني، وتقليل التوتر، أو تحسين التغذية، إذا لم يقم الزوج أو الشريك بإجراء تغييرات معك”.
تعليقات( 0 )