فقدت المملكة المغربية في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، أحد أبرز وجوهها الثقافية والرسمية، بوفاة عبد الحق المريني، المؤرخ الرسمي للمملكة والناطق باسم القصر الملكي، عن عمر ناهز 91 سنة.
عبد الحق المريني الذي ولد بالعاصمة الرباط سنة 1934، ونشأ في كنف أسرة محافظة، سبق أن شغل العديد من المناصب، من أبرزها منصب مدير التشريفات الملكية والأوسمة.
وكان الراحل قد أتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ونسخ بخط يده الستين حزبا، قبل أن يلتحق بثانوية مولاي يوسف، ليتأرجح جامعيا بين المغرب وفرنسا، حيث حصل على عدد من الشهادات العليا، من بينها دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العربية التابع لجامعة ستراسبورغ الفرنسية سنة 1966 ودكتوراه الجامعة من نفس المعهد سنة 1973، ثم نال سنة 1989 دكتوراه الدولة في الأدب المغربي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
وتميّز المسار المهني للمريني بغناه وتنوعه، حيث عمل أستاذا للغة العربية والتربية الوطنية، وشغل مناصب متعددة في قطاع التعليم، قبل أن يُلحق بمديرية التشريفات والأوسمة، ويصير أحد الوجوه القريبة من المؤسسة الملكية، ليتم تعيينه ناطقا رسميا باسم القصر الملكي سنة 2012.
وعرف الراحل بكتاباته التاريخية والأدبية التي وثق من خلالها لتاريخ الدولة العلوية، كما ألّف عددا من المؤلفات التي تتناول الجوانب العسكرية والثقافية والدينية للمغرب، من أبرزها: الجيش المغربي عبر التاريخ، وشعر الجهاد في الأدب المغربي، مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث، دليل المرأة المغربية، الشاي في الأدب المغربي.
ويرتقب أن يُوارى جثمان الراحل الثرى، اليوم الثلاثاء، بمقبرة الشهداء بالرباط، في جنازة رسمية يتوقع أن يحضرها عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية الوازنة.
ويطوي المغرب برحيل عبد الحق المريني، صفحة رجل كرّس حياته لخدمة تاريخ المملكة المغربية إلى جانب المؤسسة الملكية.