قالت سفيرة المملكة المغربية لدى باريس، سميرة سيطايل، إن موقف فرنسا الأخير الذي يدعم مغربية الصحراء لم يأت من فراغ، وإنما جاء بعد عدة مشاورات انطلقت من أكتوبر الماضي.
وأضافت سيطايل التي حلت ضيفة على برنامج حواري بقناة “Europe1” الفرنسية، بأن موقف باريس الجديد هو تطور مهم في قضية الصحراء، حيث ينقل فرنسا من مجرد دعم مقترح الحكم الذاتي بشكل عام، إلى دعمه كحل وحيد لحل النزاع.
وأشارت الدبلوماسية المغربية في ذات الحوار، إلى أنها لم تتفاجأ من الموقف الذي أعلنت عنه فرنسا عبر الرئيس إيمانويل ماكرون، لكون أن هذا الموقف جاء بعد عملية مشاورات في إطار إعادة ترميم العلاقات المغربية الفرنسية التي بدأ العمل عليها في أكتوبر الماضي.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء أعلن فيها رسميا أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
وفي الرسالة ذاتها، حسب بلاغ للديوان الملكي، والتي تزامنت مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية لجلالة الملك “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، وأن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
وتحقيقا لهذه الغاية، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “.
وبخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يرى رئيس الدولة الفرنسية أن “توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر”، مؤكدا أن “فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية”، وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي. وشدد الرئيس ماكرون في رسالته قائلا “حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول”.
من جهة أخرى، وبعدما نوه بجهود المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية عن التزامه بأن “تواكب فرنسا المغرب في هذه الخطوات لفائدة الساكنة المحلية “.
ويشكل إعلان الجمهورية الفرنسية، العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تطورا هاما وبالغ الدلالة في دعم السيادة المغربية على الصحراء. ويندرج في إطار الدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وتنخرط فيها العديد من البلدان في مختلف مناطق العالم، لفائدة الوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي كإطار حصري لتسوية هذا النزاع الإقليمي.
تعليقات( 0 )