صحيفة إسبانية ترصد من جديد حملات مضللة تستهدف الجالية المغربية في إسبانيا

لطالما كانت الجالية المغربية محط استهداف مجموعة من الحملات المضللة، التي تحركها أطراف لا يرقى لها الوجود المغربي في إسبانيا محاولة النيل من سمعته الجيدة، ولا سيما في جزر الكناري التي تداولت مؤخرا مزاعم بتفوق أعداد المغاربة على الإسبان، بحسب ما رصدته صحيفة إسبانية.

وجاء في تقرير لصحيفة “RTVE Espagnol” الإسبانية، أن وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيقات الرسائل الفورية من قبيل واتساب، تداولت في الأيام القليلة الماضية، رسائل تدعي أن المغاربة المتواجدين في جزيرتي لانزاروت وفويرتيفنتورا يفوق عدد المواطنين الإسبان، في محاولة منها لنشر الكراهية تجاه المهاجرين والجالية المغربية في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن هذه الحملات المضللة التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لها، لا تستند إلى أي أرقام رسمية، فقد أكدت دائرة الحكومة المحلية في لاس بالماس، لخلية التحقق من الأخبار الزائفة في الصحيفة “VerificaRTVE”، أن هذا الادعاءات هي مجرد إشاعة، وأن الأرقام الرسمية الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء ووزارة الداخلية الإسبانية لا تدعم هذه المزاعم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي أن “جزر الكناري أصبحت محتلة من قبل المغاربة والموريتانيين، وعدد المغاربة في جزيرتي فويرتيفنتورا ولانزاروت يفوق عدد الإسبان”، كما تدعي الرسالة توقف النشاط السياحي في جزر الكناري بسبب المهاجرين الذين يتوافدون عليها بشكل يومي عليها.

ولفت المصدر ذاته إلى أن المعطيات الرسمية، تشير إلى أن عدد المغاربة في لانزاروت وفويرتيفنتورا، لا يتجاوز عدد السكان الإسبان، ففي لانزاروت يوجد 158,798 نسمة، منهم 108,411 ولدوا في إسبانيا و5,081 ولدوا في المغرب، بينما يبلغ إجمالي السكان في فويرتيفنتورا 124,152 نسمة، من بينهم 77,839 ولدوا في إسبانيا و4,439 ولدوا في المغرب.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء، التي تؤكد أن أكبر جالية أجنبية في لانزاروت هي الجالية الكولومبية بـ 9,781 شخصا، تليها الجالية البريطانية بـ 6,199 مهاجرا، بينما يأتي المغاربة في المرتبة الثالثة بـ 5,081، مبرزة أنه في فويرتيفنتورا، يتصدر الإيطاليون قائمة الأجانب مسجلين 7,735 شخصا، يليهم الكولومبيون بـ 5,922 شخصا ثم المغاربة بـ 4,439 شخصا.

وأوضحت الصحيفة أن الرسالة المتداولة ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2020، وتنتشر بين الحين والآخر تزامنا مع ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إلى جزر الكناري، وقد أكد تقرير لوكالة الأنباء الإسبانية “EFE Verifica” في مارس الماضي، أن هذه المعلومات المضللة تعود للظهور مع تزايد توافد قوارب المهاجرين إلى الجزر، لا سيما وأن أكثر من 400 مهاجر عبروا سواحل الكناري خلال أسبوع واحد فقط في نهاية غشت الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أنه كان قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي مقطع فيديو قديم تم تداوله على أنه جديد يوثق لعملية سرقة قام بها مهاجرون مغاربة في إحدى المنازل بجزر الكناري، لتكتشف صحيفة “Maldita Espagnol” الإسبانية أنها حملة مضللة تستهدف سمعة المغاربة في إسبانيا، مؤكدة أن الفيديو يعود إلى تدخل الشرطة في عام 2021 داخل مركز إيواء القاصرين في منطقة تافيرا بجزر الكناري، عندما نشب خلاف بين أحد الشبان وموظف بالمركز.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)