كشفت صحيفة El Debate الإسبانية، بدء قوات بلادها العسكرية، بحر هذا الأسبوع، مناورات قرب السياجين الفاصلين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عن باقي الأراضي المغربية.
وذكر ذات المصدر أن القوات المسلحة الإسبانية تجري تدريبات عسكرية مكثفة قرب مدينتي سبتة ومليلية وذلك ضمن برنامج يشمل التعاون مع وحدات متخصصة من جزر الكناري.
وتأتي هذه المناورات، حسب الصحيفة الإسبانية في ظل ما سمتها “الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الحدودية التي تشهد حضورًا عسكريًا دائمًا من الجانب الإسباني لضمان الأمن والردع”.
وأبرزت أن وحدات من القيادة العامة لسبتة (COMGECEU) تقوم يومي الأربعاء والخميس بتنفيذ تدريبات مشتركة مع كتيبة المروحيات القتالية السادسة (BHELMA VI) التابعة لقيادة جزر الكناري في الجيش الإسباني.
وتجري هذه المناورات العسكرية، حسب المصدر الإسباني، في مناطق تدريب داخل سبتة، بما في ذلك “مناطق محاذية للحدود مع المغرب”، وفق تعبيرها، ويمتد البرنامج ليشمل مليلية، وجزر البليار، وجزر الكناري.
وتشمل التدريبات عمليات الإشارة والصعود والنزول من المروحيات، بالإضافة إلى نقل الوحدات جويًا، وذلك في إطار البرنامج السنوي لإعداد القيادة العامة لسبتة، تحت إشراف قيادة جزر الكناري، تضيف الصحيفة الإسبانية.
وتعد كتيبة BHELMA VI، حسب El Debate، وحدة قادرة على التخطيط والتنظيم وتنفيذ عمليات قتالية لدعم الوحدات المختلفة التابعة لقيادة جزر الكناري.
وتتمثل مهمتها الرئيسة في تقديم الدعم الجوي المتحرك لوحدات القيادة، إلى جانب المشاركة في مهام دولية، والانخراط في تشكيلات جوية أكبر، وتقديم الدعم للسكان المدنيين عند الحاجة.
من جهة أخرى، نفذ الفريق التكتيكي لسبتة عدة عمليات للمراقبة والردع عبر أراضي المدينة، وفقًا لما أعلنه رئاسة الأركان العامة للدفاع الإسباني، قائلة في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “نضمن بشكل دائم أمن ورفاهية مواطنينا”.
ويبدو أن تحركات القوات الإسبانية تأتي “ردا” على بدء القوات المسلحة الملكية المغربية واحدة من أكبر وأطول المناورات البحرية في تاريخها، والتي تمتد على مدار ثلاثة أشهر، من فاتح شتنبر 2024 وحتى نهاية السنة.
وتشمل هذه التدريبات منطقة بحرية استراتيجية بين سواحل الصحراء المغربية وجزر الكناري، مما يعكس اهتمام الرباط بتعزيز قدراتها الدفاعية في هذه المنطقة الحساسة.
ووفقًا لمصادر جريدة سفيركم الإلكترونية، فإن هذه المناورات البحرية المغربية انطلقت من مدينة أكادير، مع تنفيذ تدريبات مكثفة قبالة سواحل العيون والداخلة.
وستشهد هذه التدريبات استخدام الذخيرة الحية، ومحاكاة لمواجهات عسكرية بحرية.
وتأتي هذه التدريبات بعد توقف دام ثلاثة أشهر، عقب مناورات أجريت بين أبريل وماي الماضيين على الواجهة الأطلسية، غير أن المناورات الحالية تعد الأوسع والأطول زمنيًا.
وقد يعتبر تزامن المناورات البحرية المغربية مع التحركات العسكرية الإسبانية في سبتة ومليلية وتعاونها مع الفرق العسكرية في جزر الكناري، سباقًا لتعزيز السيطرة الدفاعية في مناطق استراتيجية حساسة.
وبينما تستعرض إسبانيا قواتها الجوية والبرية في محيط المدينتين المحتلتين، تعمل الرباط على توسيع نطاق مناوراتها البحرية على طول سواحلها الأطلسية، ما يُبرز تحولًا في أولويات القوات المسلحة الملكية المغربية نحو حماية المياه الإقليمية وتأمين الحدود البحرية.