يقوم سلاح الجو الملكي المغربي بين الفينة والأخرى بتنفيذ ضربات جوية بواسطة طائرات مسيرة “درون” تستهدف أهدافا مشبوهة في المناطق العازلة شرق الجدار الأمني بالصحراء المغربية. وتوجه هذه الضربات ضد عربات أو أفراد يُشتبه في تسللهم من الحدود الشمالية الموريتانية باتجاه هذه المناطق، التي يُمنع الولوج إليها باعتبارها مناطق عسكرية مغلقة.
وفيما تؤكد القوات المسلحة الملكية أن هذه العمليات تستهدف عناصر من ميليشيات “البوليساريو” تتسلل لتنفيذ أعمال عدائية ضد المغرب، تشير بعض التقارير الموريتانية إلى سقوط ضحايا مدنيين، من بينهم منقبون عن الذهب، ما يثير جدلاً متكرراً حول هوية المستهدفين.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الموريتانية كانت قد حذرت في مناسبات سابقة رعاياها، وخاصة المنقبين عن الذهب، من الاقتراب من المناطق المحاذية للمنطقة العازلة، مؤكدة أنها مناطق تابعة لدولة أخرى وتشكل منطقة عسكرية، وفق التحذيرات التي تطلقها جبهة “البوليساريو” التي تدعي العودة إلى العمل المسلح.
ومع كل حادث يقع في هذه المنطقة، تسارع “البوليساريو” وبعض الجهات الداعمة لها في موريتانيا إلى وصف الضحايا بالمدنيين والمنقبين، مع توجيه دعوات للسلطات الموريتانية لاتخاذ مواقف ضد المغرب، في محاولة واضحة لتوظيف هذه الحوادث للتأثير على العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط.
وفي هذا السياق، اعتبر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن هذه الحوادث “معزولة”، مشدداً على أن “خصوم المملكة يحاولون استغلالها للتأثير على متانة العلاقات المغربية الموريتانية”.
وقال عبد الفتاح في تصريح لموقع “سفيركم”: “مليشيا الجبهة الانفصالية تلجأ إلى التمويه عبر استخدام مظاهر مدنية، كسيارات ومعدات المنقبين، للتغطية على محاولات التسلل عبر الأراضي الموريتانية لتنفيذ أعمال عدائية ضد المملكة.”
وأضاف أن “تواجد المنقبين الموريتانيين داخل المنطقة العازلة يُعد خرقاً للقانون الدولي، واعتداءً على السيادة الترابية لدولة أخرى، خاصة وأنه يجري دون أي ترخيص قانوني لدخول الأراضي المغربية.”
وشدد الخبير الصحراوي على أن “هذه المناطق عسكرية ومحظورة على المدنيين، وأن الدعاية الانفصالية حول حرب مزعومة تزيد من خطورة تواجد أي عناصر غير مصرح بها هناك.”
كما أكد أن “السلطات الموريتانية سبق أن أصدرت تحذيرات لرعاياها من دخول هذه المناطق، وتُنسّق مع المغرب لتفادي استغلال أراضيها من قبل ميليشيات البوليساريو، وهو ما تجلى في تعزيزها لقدراتها العسكرية على الحدود عقب تنصل الجبهة من اتفاق وقف إطلاق النار.”
وختم عبد الفتاح بالقول: “هناك محاولات اختراق وابتزاز تستهدف القرار السيادي الموريتاني، من خلال توظيف بعض الحوادث ومجموعات سياسية ضيقة في محاولة للتشويش على العلاقات الثنائية بين البلدين، لكنها محاولات محكومة بالفشل.”