قال عبد الفتاح سالم، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “انكشاف انتهاكات جبهة البوليساريو الانفصالية وزيف شعاراتها وبعدها الكبير عن القيم اليسارية، أضعف حضورها في الأممية الاشتراكية، ودفع بالمغرب نحو تحقيق المزيد من الانتصارات”.
وأوضح سالم، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أنه في الوقت الذي سجل فيه المغرب مكاسب وحصد فيه انتصارات لقضيته الوطنية الأولى، “بدأ زيف الجبهة الانفصالية ينكشف ما قوض حضورها في الأممية الاشتراكية”.
وقال سالم: “انحسار حضور الجبهة الانفصالية في الأممية الاشتراكية يعود بالأساس إلى تراجع الدعاية الانفصالية وانكشاف زيفها، خاصة مع التطورات التي يشهدها ملف قضية الصحراء، والتي يطبعها تسجيل الانتصارات والمكاسب في صالح واقع السيادة المغربية، في مقابل أن الجبهة الانفصالية باتت تُمنى بالانتكاسات والهزائم المتتالية، الأمر الذي قوض الدعاية الانفصالية”.
وأكد أن حقيقة الجبهة بدأت تُعري بعدها الكبير عن الشعارات والقيم اليسارية، قائلا: “افتضاح طبيعة المشروع الانفصالي، باعتبار طبيعته الرجعية المتخلفة البعيدة كل البعد عن قيم اليسار العالمي، وبعيدة كل البعد عن شعارات الحداثة والتحرر التي لطالما رفعها المشروع الانفصالي”.
وفسر رئيس المرصد الصحراوي تراجع حضور الجبهة الوهمية في الأممية المشتركة، بالانتهاكات الإنسانية التي لطالما ارتكبها والتي ما يزال بعضها معروضا أمام القضاء الإسباني، إذ قال “طبعا المشروع الانفصالي تُفتضح أيضا انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما مع تداول الإعلام الدولي خاصة في إسبانيا لقضايا مرفوعة من طرف ضحايا الانتهاكات الجسيمة، المرتكبة من طرف الجبهة الانفصالية في القضاء الإسباني، مرفوعة ضد قيادات الجبهة الانفصالية”.
وأردف أن المشروع الانفصالي يلعب دورا مهما في تقويض الأمن والاستقرار، من خلال “ارتباطاته الوثيقة بظواهر الإرهاب وظواهر الجريمة المنظمة، ورعايته لمجموعة من الأنشطة غير القانونية، من قبيل الاتجار في البشر، والمخدرات وتهريب السلاح، وتورطه أساسا في نهب المساعدات الإنسانية الموجهة لقاطني مخيمات تندوف”.
وأشار رئيس المرصد الصحراوي إلى أن تحرر الأحزاب اليسارية من مواقفها الكلاسيكية وانتقالها من المعارضة الراديكالية إلى التدبير الرسمي، كان له انعكاس إيجابي على قضية الصحراء المغربية، قائلا إن “أوساط اليسار العالمية خاصة الأحزاب الاشتراكية باتت تتحرر من تلك المواقف الإديولوجية الموروثة من حقبة الحرب الباردة، لا سيما في ظل تبوئها لمواقع المسؤولية في عدد من الحكومات في مجموعة من الدول بمختلف قارات العالم، بحيث باتت هذه الأوساط اليسارية تنتقل من المعارضة الراديكالية إلى التدبير الرسمي، وترأس الحكومات والمشاركة في الائتلافات الحكومية”.
وخلص سالم عبد الفتاح بالتأكيد على أن تغيير هذه الأحزاب لمواقفها دفع بها إلى تبني مقاربات براغماتية عقلانية إزاء النزاع المفتعل حول قضية الصحراء، ما جعلها تتعاطى إيجابا مع واقع السيادة المغربية، ومع الأدوار الريادية التي تضطلع بها المملكة في جوارها الإقليمي وفي محيطها القاري.