في أولى خطواته المهنية، يخوض ياسين الغالي، الطالب بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، تجربته التلفزية الأولى من خلال مسلسل “على غفلة”، الذي أثار تفاعلا واسعا لدى الجمهور المغربي. في هذا الحوار الحصري مع موقع “سفيركم”، يتحدث ياسين عن كواليس تصوير المسلسل، وتفاصيل شخصيته “إدريس”، وتجربته مع نجوم الشاشة، ورؤيته للمواضيع الاجتماعية التي تناولها العمل.
كيف كانت تجربتك في تجسيد شخصية “إدريس” في مسلسل “على غفلة”؟
كانت تجربة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. تعلمت منها الكثير، سواء على المستوى المهني أو الإنساني. في المعهد ندرس الجانب النظري والتطبيقي، لكن الميدان يبقى هو الامتحان الحقيقي للممثل. هذه التجربة منحتني أدوات ومهارات كنت بحاجة إليها، وأنا حريص على أن أواصل التعلم في كل عمل أشارك فيه.
كيف كان شعورك وأنت تعمل مع نجوم الشاشة المغربية؟
كان شعورا مميزا للغاية. كنت أشاهد هؤلاء الممثلين في طفولتي، وها أنا اليوم أتبادل معهم الحوارات في موقع التصوير. تعلمت الكثير من خلال تعاملهم، وشاركوني تجاربهم المهنية والإنسانية. كل فنان له مدرسته الخاصة، وشعرت فعلاً أنني وسط عائلة فنية، لا كممثل في أول تجربة.
كيف اشتغلت على بناء شخصية “إدريس”؟
انطلقت من السيناريو، وبدأت برصد طريقة حديثه وتفاعلاته. ثم اشتغلت على التفاصيل مع المخرج هشام الجباري، الذي ساعدني كثيرًا. كما حاولت استلهام الشخصية من الواقع، من خلال مراقبة الناس وتصرفاتهم، وأخذت من كل شخص شيئاً لبناء هذه التركيبة.
هل هناك نقاط تشابه بينك وبين “إدريس”؟
نعم، نلتقي في حب العائلة والدفاع عن الإخوة. لكنني أختلف عنه في مسألة المسؤولية. إدريس يهرب منها أحيانًا، بينما أنا شخصياً أحب تحمّل المسؤولية وأعتبرها جزءًا من نضجي وتكويني الشخصي.
شخصية إدريس ارتكب خطأً بإقامة علاقة غير شرعية مع وردة أدت إلى حمل، ما رأيك في هذه الأخطاء التي يقع فيها شباب اليوم كثيرا في مجتمعنا؟
هذه قصة نراها في الواقع كثيرا، والمسلسل سلط الضوء عليها بجرأة. أعتقد أن من لا يستطيع تحمل مسؤولية العلاقة يجب أن يتجنبها من الأساس، لكن إن وقع فيها، فعليه أن يتحمل نتائجها كاملة، إلى جانب الطرف الآخر. المسؤولية مشتركة، ولا يتحملها طرف دون الآخر.
من كانت الشخصية الأقرب إليك أثناء التصوير وخارجه؟
الشخصيتان الأقرب إليّ كانتا الممثل الكبير كمال الكاظيمي، الذي تعلمت منه الكثير على مستوى الأداء والانضباط، والممثلة الرائعة سلوى زرهان، التي استفدت من تجربتها وتعاملها المهني داخل وخارج موقع التصوير.
كيف كانت أجواء التصوير في “على غفلة”؟
كانت أجواء إيجابية جدا. رغم أنها تجربتي الأولى، شعرت بأنني ضمن فريق محترف ومتضامن. علاقات الصداقة التي نشأت بيننا سهّلت العمل وجعلتني أشعر بأنني جزء من العائلة الفنية.
كيف تصف تعامل المخرج هشام الجباري معك؟
تعامله كان محترفا لأقصى درجة. هو مخرج دقيق وصارم في ما يتعلق بجودة الصورة والأداء، لكنه في نفس الوقت يمنح الممثل مساحة للإبداع. تعلمت منه الكثير، وأعتبر نفسي محظوظاً بالعمل معه.
ما هي مشاريعك الفنية القادمة؟
أنا حاليا في مرحلة التدريب على عرضين مسرحيين جديدين. أما بالنسبة للتلفزيون، فأنا في مرحلة تفاوض على عمل جديد لم يُعلن عنه بعد.
كلمة لموقع سفيركم؟
أشكر موقع سفيركم على دعمكم الدائم للفنانين، واهتمامكم بالفن المغربي. وجودكم ومتابعتكم يعكسون تقديرًا للفن وللمواهب الجديدة، وإن شاء الله القادم أجمل.
حاوره: كريم حدادي