يستمر السياسيون والأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة في إسبانيا، في سياستهم الشعبوية ضد المغرب سلطة وحكومة ومواطنين سواء داخل إسبانيا أو في مليلية وسبتة وحتى في الداخل المغربي.
ووصف المتحدث العام باسم حزب فوكس الإسباني، اليميني المتطرف، خوسيه أنطونيو فوستر، موقف حكومة بلاده بقيادة بيدرو سانشيز إزاء ما سماه “الحصار المغربي” على الجمارك التجارية في سبتة ومليلية بأنه “خطأ كارثي”.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، انتقد فوستر ما اعتبره “خضوعًا” من الحكومة المركزية بمدريد حيث لم تطالب المغرب بـ”الوفاء بالاتفاقيات الثنائية المتعلقة بإعادة فتح هذه المنشآت التجارية”.
وأشار المتحدث إلى أن المغرب كان قد وعد بإعادة فتح الجمارك، في إشارة للمعابر التجارية بين المدينتين السليبتين وباقي الأراضي المغربية.
واعتبر أن الوعود كانت بغية تحسين أوضاع المدينتين، وهو وعد يرى حزب فوكس أنه لم يتحقق.
وأضاف: “الأمر ببساطة خدعة تعكس مرة أخرى أن حكومة سانشيز لا تتبنى سوى مواقف التبعية”.
وأكد فوستر في مداخلته على ضرورة أن تتبنى إسبانيا سياسة حازمة تجاه الدول والإجراءات التي قد تضر بالمصالح الوطنية، على حد قوله.
وقال: “موقفنا واضح للغاية: يجب أن نواجه بكل حزم السياسات والدول التي تعمل ضد إسبانيا، والمغرب هو أحد أبرز الأطراف في هذا السياق”.
كما ربط المتحدث الوطني لحزب فوكس هذه المسألة بمشكلة الهجرة غير النظامية، مشيرًا إلى أن حزبه ندد مرارًا باستخدام الضغط عبر الهجرة كـ”سلاح سياسي” من قبل الحكومة المغربية، وفق تعبيره.
ورأى قائلا، ” تقاعس الحكومة الإسبانية لا يضعف حدودنا فقط، بل يشجع المغرب على استخدام هذه الاستراتيجية للضغط على إسبانيا”.
وطالب حزب فوكس الحكومة المركزية بالتصرف بحزم أكبر وإعطاء الأولوية للدفاع عن المصالح الوطنية في العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المغرب، خاصة في سياق يؤدي فيه غياب الحلول إلى الإضرار المباشر بمواطني سبتة ومليلية، على حد تعبيره.
وتأتي مثل التصريحات السياسية اليمينية، خاصة من مليلية وسبتة، لتعلق فشل “الحكومتين” المحليتين في تحقيق انتعاش اقتصادي للمدينتين المحتلتين، خلال السنوات الأخيرة خصوصا بعد جائحة كورونا.
وكان اقتصاد الثغرين السليبين يعتمد في جزئه الرئيس، على البضائع المهربة من المدينتين إلى باقي الأراضي المغربية عبر معبر “تاراخال” في سبتة ومعبر “بني انصار” في مليلية، الأمر الذي قطع معه المغرب كليا، حيث يؤكد مسؤولون مغاربة دائما، أن صور الماضي (التهريب المعيشي) لا يمكن العودة إليها، ويشيرون إلى استمرار المفاوضات مع الجانب الإسباني لاعادة فتح المعابر “الجمركية” بشكل يراعي المصالح المغربية والإسبانية على السواء.