انعقدت، اليوم السبت، بقصر المؤتمرات بمدينة سلا، أشغال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ثاني قوة سياسية في البلاد وأحد مكونات الأغلبية الحكومية، وسط أجواء وصفها متتبعون بـ”الباهتة” على مستوى المضمون التنظيمي، رغم الإعلان عن قرارات سياسية مثيرة، أبرزها عودة هشام المهاجري إلى المكتب السياسي للحزب، إلى جانب تطعيمه بعضو جديد هو عادل بيطار.
ورغم الطابع الرسمي للدورة، غابت النقاشات الفعلية للجان المجلس الوطني، وهو ما أثار انتقادات من متابعين لشأن “البام”، الذين اعتبروا أن الاجتماع خلا من جوهر عمل المجلس، حيث طغت الكلمات العامة وغابت الأوراق والبرامج المفصلة. وذهب بعض المتتبعين إلى القول إن “المجلس الوطني انعقد دون المجلس الوطني”، في إشارة إلى تغييب دور اللجان أو إعادة تشكيلها دون تفعيلها.
وفي كلمة مقتضبة، أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية للحزب، قرار تطعيم المكتب السياسي بعادل بيطار، وهشام المهاجري، الذي سبق أن تم تجميد عضويته بل وطرده من الحزب في وقت سابق.
وفي تصريح صحفي عقب انتهاء أشغال المجلس، قال المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للحزب، إن “المجلس تداول في تقارير اللجان المقدمة له، وكذلك المسائل التنظيمية، بما في ذلك تطعيم المكتب السياسي، وفق قانون الحزب الذي يخول للمكتب السياسي ذلك، حيث استقر رأي المكتب في هشام المهاجري، وعادل بيطار”.
وأضاف بنسعيد أن “تطعيم المكتب السياسي، هدفه تمثيل كافة مناضلات ومناضلي الحزب في القيادة الوطنية للحزب، وتقوية المكتب السياسي وحزب الأصالة والمعاصرة، للإعداد الجيد لخوض التحديات الانتخابية المقبلة”.
من جانبه، عبّر هشام المهاجري عن شكره لقيادة الحزب على قرار إعادته إلى المكتب السياسي، معتبراً “ذلك ينم عن الروح الديمقراطية التي يتمتع بها الحزب وتشبع بها مناضلوه وقيادته”، مشيراً إلى أنه “بقي دوما منضبطا للحزب وتوجهاته، ولم يخرج يوما على إجماع وقرارات الحزب”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت عودته ناتجة عن حاجة الحزب له، قال المهاجري: “الحزب بحاجة إليه، كما أنه بحاجة لحزبه، الذي انخرط فيه منذ تأسيسه وقبله في حركة لكل الديمقراطيين سنة 2008، التي أسسها فؤاد عالي الهمة”، مشددا على أنه “لا يتنازل على مواقفه ولا يغيرها وسيمارس قناعاته أينما كان وفي أي موقع”.
وعلى هامش الدورة، أعلن الحزب عن مبادرة جديدة تعنى بالنهوض بالأمازيغية، تحت اسم “أرا تيفيناغ”، تروم تعميم الكتابة بتيفيناغ في العلامات البصرية للحزب وطنيا وجهويا ومحليا، وذلك استكمالا لمبادراته المجتمعية بعد إطلاق مشروع “جيل 30” الشبابي سابقا.
وفي هذا الصدد، قال رشيد بوهدوز، رئيس اللجنة الأمازيغية بالمجلس الوطني للحزب، إن “هذه المبادرة تهدف إلى تعميم استعمال الأمازيغية، في مراسلات الحزب، وداخل الإدارات والقطاعات الحكومية، والجماعات التي يسيرها الحزب، وذلك بهدف تعميم الكتابة بتيفيناغ في كافة المراسلات”.
وأضاف بوهدوز، في تصريح لموقع “سفيركم”، أنه “في حالة تمكن الحزب من قيادة الحكومة المقبلة، سيعمل على تعميم الأمازيغية، في كامل الإدارات الوطنية والمراسلات الرسمية، وفي كافة مناحي الحياة العامة”، مشيرا إلى “حصول تباطؤ في التنزيل لدى هذه الحكومة، الأمر الذي استدعى إطلاق هذه المبادرة”.