كشف بوعلام صنصال، في أول خروج إعلامي له، أن ظروف احتجازه كانت “قاسية وصادمة” وأن تجربته داخل السجن أثرت بشكل كبير على قدرته على الكلام والإبداع، مؤكدا أن سجنه كان مرتبطا بموقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية.
وأوضح بوعلام في حوار أجراه مع لوران ديلاوس على قناة “France Tv”، أن اعتقاله في 16 نونبر من سنة 2024 وتتابع محاكماته، التي انتهت بالحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهم “المساس بوحدة الوطن”، شابته ممارسات تعسفية انهكت قواه النفسية والجسدية.
وأضاف أن عملية توقيفه تزامنت مع الفترة التي كانت تمر فيها العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا من أزمة توتر، بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، واصفا إجراءات الاحتجاز بـ”المؤلمة”، قائلا: “وضعوا كيسا على رأسي، ولم أعلم أين أنا ولا من يتعامل معي لمدة ستة أيام”.
وروى صنصال فترة عزله داخل السجن، موضحا أن الحياة في الغرف الضيقة “قاسية”، قائلا: “الزمن طويل، نتعب ونشر بالإنهاك بسرعة، نشعر أننا نموت… بعد شهر، بعد ثلاثة أشهر، لا تستطيع التعرف على نفسك”.
وأفاد المتحدث ذاته بأنه ظل “مقطوعا عن العالم” طوال فترة الاعتقال، وأنه على الرغم من حرصه على القراءة، إلا أن نفسيته لم تكن تقوى على الكتابة خلال تلك الفترة، معبرا عن أمله في كتابة تفاصيل هذه التجربة في القادم من الأيام.
وأبرز الكاتب أنّه نُقل من سجن إلى آخر ثم إلى مستشفى، وهناك التقى شخصا وصفه بأنه “مهم جدا” وربما “رئيس أجهزة المخابرات”، مضيفا أنه قال له أنه لا ينتقد الجزائر كشعب بل ينتقد “النظام والأشخاص والدكتاتورية”.
واعتبر أن هذه اللقاءات كانت جزءا من سياق أوسع تداخلت فيه عوامل سياسية ودبلوماسية أدت إلى حصوله على العفو الرئاسي في 12 نونبر 2025.
وأعرب صنصال عن تخوفه من العودة إلى الجزائر برفقة زوجته، أو من أن تستعمل السلطات الجزائرية أفراد أسرته كوسيلة للضغط عليه: “أخشى على أسرتي إذا عدت، أخشى أن تُعتقل زوجتي لإجبارِي أكثر”. كما أبدى قلقه من أن تطال المضايقات بعض رفاقه في الزنزانة الذين قد يتعرضون لاحقا للاستدعاء أو الاعتقال.
وأشار إلى أن بعض المواقف والتصريحات السياسية الداخلية والخارجية زادت من تعقيد مسار الإفراج عنه، ملمحا إلى أن بعض التصريحات الصادرة عن شخصيات فرنسية كان لها تأثير مباشر على الملف.
كما عبر صنصال عن تضامنه مع الصحفي الفرنسي كريستوف غليز المحكوم ابتدائيا بالسجن سبع سنوات في الجزائر، والذي من المرتقب أن تنظر محكمة الاستئناف في قضيته بتاريخ 3 دجنبر.
وقال صنصال بأنه نقل أولا للعلاج في برلين ثم عاد إلى فرنسا حيث التقى بمجرد وصوله برئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، مضيفا أن عشرة أشهر من الاحتجاز أعادته شيئا فشيئا إلى الحياة لكنه ما يزال يعاني من صعوبات في الكلام بعد تجربة العزلة والضغط النفسي.

