يحيي الفنان والدكتور المغربي نسيم حداد، بعد غد السبت 28 دجنبر الجاري، حفلا شعبيا لفن العيطة، المنظم لأول مرة في فضاء بحجم مركب محمد الخامس وبشبابيك مغلقة.
وأوضح بلاغ صحفي توصل به موقع “سفيركم” الإلكتروني، أن هذا الحفل، المزمع تنظيمه في مركب محمد الخامس، وبشبابيك مغلقة، يعد سابقة من نوعها، ما يعكس حب المغاربة لهذا الموروث الغنائي، موضحا أن التذاكر نفذت قبل يوم من موعد الحفل، وأن إحياء هذا الحفل كان حلما لطالما راود نسيم منذ أزيد من 15 سنة.
وواصل المصدر ذاته أن الفنان نسيم حداد، الذي يعتبر واحدا من أبرز رواد هذا الفن التراثي، يجمع بين الملكة الفنية والمعرفة العلمية، لا سيما مع خبرته في الفيزياء النووية، ولمسته الجديدة على العيطة دون كسر أصالتها وجوهرها التقليدي.
وأشار نفس البلاغ إلى أن حفل نسيم حداد سينطوي على مجموعة من المفاجآت، حيث أنه من المتوقع أن يقدم أداءا حصريا يحمل لمسات عصرية، إلى جانب لحظات تفاعلية للاحتفاء بجمهور العيطة.
وأبرز المصدر ذاته أن شركة “Work Event” هي المسؤولة عن تنظيم هذه الفعالية الفنية والتراثية، خاصة وأنها معروفة بخبرتها الكبيرة في تنظيم الفعاليات الفنية الكبرى داخل وخارج أرض الوطن، مؤكدا حرصها الكبير على أن يكون هذا الحفل نقطة انطلاق جديدة لفن العيطة نحو العالمية، وتكريس لمكانته كمكون أساسي من الهوية المغربية.
ولفت المصدر ذاته إلى أن جولة نسيم حداد الأولى في المغرب عرفت نجاحا وصفه بـ”الاستثنائي”، بعد بيع جميع التذاكر قبل موعد كل حفلة، مضيفا أن هذا النجاح لم يكن رهين المغرب، بل تجاوزه إلى أوروبا، حيث أبهر جمهور كل من باريس وأمستردام وبروكسل وليون وغيرهم بروائع العيطة المغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان نسيم حداد الذي يعد من رواد فن العيطة في المغرب، كان باحثا في الفيزياء النووية، وهو التخصص الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراه، لكن عشقه للفن دفعه منذ سنوات إلى خوض غماره، فبدأ رحلته من فن العيطة الشعبي ومنها إلى الغيوان والملحون ثم اللون الأمازيغي إلى جانب الطرب الحساني، وهي أنماط موسيقية جعلت هذا الفنان جامعا لكل ما يتعلق الأشكال الموسيقية التراثية، لا سيما وأنه يمزج بين الموهبة والمعرفة.
وجدير بالذكر أيضا نسيم حداد هو مقدم برامج “جماعتنا زينة”، الذي يبث على القناة الأولى، وهي تجربة لطالما افتخر بها، لأنه يحاول من خلالها التعريف بالتراث الثقافي المغربي، لا سيما وأنه من مدينة بجعد المعروفة بموروثها الثقافي والغنائي الثري، كما كان قد أكد في خرجات إعلامية سابقة أن الجمع بين الفيزياء النووية وفن العيطة هو ما يخلق توازنا في شخصيته.
ويذكر أيضا أن “العيطة” هي فن غنائي مغربي تقليدي، يعود أصل الكلمة إلى “العياط” وهو النداء أو الاستغاثة، ما يعكس بعدها الاجتماعي، ويرتبط هذا الفن بالمناطق القروية، ولا سيما في السهول الوسطى، كالشاوية ودكالة وعبدة، وغيرها، إذ يرتبط بمنطقة معينة ليعكس خصوصيتها الثقافية، ويشمل مجموعة من الأنواع، من قبيل: العيطة المرساوية، والحصباوية، والحوزية، والملالية وغيرها.
ويشار أيضا إلى أن العيطة كانت وسيلة للمقاومة في فترة الاستعمار الفرنسي، حيث كانت تستعمل للتعبير عن التمرد ضد المستعمر، وكذا تمرير رسائل مشفرة، تحث على عدم الاستسلام لفرنسا، ما جعلها مكونا من مكونات الثقافة المغربية، حيث تحظى بمكانة مميزة عند المغاربة، إذ يتغنون بها في المناسبات الاجتماعية والأفراح.