ماء العينين: على الدولة أن تنصت لمن يقول لها “شيء ما ليس على ما يرام”

قالت أمينة ماء العينين، عضو بحزب العدالة والتنمية، إن إقبال الشباب المغاربة على الهجرة غير الشرعية ليس ظاهرة جديدة، وليس ظاهرة محلية، مردفة أن “الدولة في كل الحالات، تجد نفسها في وضعية صعبة حينما تصطدم بحقيقة أن كل جهودها لم تستطع بعد إقناع أبنائها بتفضيل حياة تقدمها لهم على الموت والارتماء في المجهول بمنطق انتحاري”.

واسترسلت أمينة ماء العنين في تدوينة لها على صفحتها الرسمية فايسبوك: “وما دامت الدولة تجسيدا لإرادتنا الجماعية فلا ضير أن تقبل بتواضع الإنصات لمن يقول لها بوطنية وانتماء: شيء ما ليس على ما يرام، وليس عيبا الانكباب على مراجعته مراجعة حقيقية تمكن من تدارك الأخطاء والتوجه للمستقبل”.

وأضافت في تدوينتها أنه أثناء اللحظات الصعبة التي تشعر فيها الشعوب بالخوف أو عدم الأمن أو جرح في الكرامة والكبرياء الوطني، يجب أن يتحلى الجميع بالقدر اللازم من التفهم والاستيعاب تجاه مختلف ردود الفعل، وبذلك يفترض “التوقف عن شيطنة الأصوات المنتقدة أو احتقار ذكائها بترديد مقولة “ضحايا بروباغاندا الجيران”.

كما دعت ماء العينين إلى القطع مع منطق قمع النقاش العمومي بدعوى التشفي وتصفية الحسابات السياسية “إذ يتعلق الأمر بظواهر اجتماعية شعبية تتجاوز قدرات السياسي أو الحزبي على التلفيق أو حتى التضخيم”، داعية إلى المعالجة الفورية “للفشل الذريع والتقصير الفظيع في التواصل والتفاعل وصياغة الرواية الرسمية مهما كان المشكل أو حتى الأخطاء والتجاوزات لأن الأمر وارد”.

وجاء في التدوينة ذاتها: “الاعتراف بفقر العقل الذي أضعف ودجن مؤسسات يفترض أنها مستقلة كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي يفترض فيه تشكيل لجنة من الخبراء تنتقل إلى عين المكان لتنجز تقريرا يفترض اتصافه بالحياد والموضوعية في الرصد والتشخيص وتحديد المسؤوليات وصياغة التوصيات”ـ مضيفة أن هذه مناسبة للإقرار بأن “البشرية حينما وصل مجهودها الجماعي لخلق مثل هذه المؤسسات المستقلة والقوية والمحايدة، كانت تعرف ما تفعل وتعرف جيدا الحاجة إليها في لحظات الأزمات، وأن منطق التدجين والإفراغ والإغراق بالفاشلين وتعميم مقاربة التطبيل يجني على الأوطان أكثر مما ينفعها”.

ولم تتوقف عضو “البيجيدي” في تدوينتها عند هذه النقط حيث أضافت أنه لابد من فسح المجال لجمعيات “المجتمع المدني الجادة والمحترمة لتقوم بعملها وتتواصل بشكل جيد لتعويض غياب الصوت الرسمي مساهمة في تأطير النقاش العمومي، لأن الفراغ وإطلاق الأحكام والشيطنة والتشهير لم تكن ولن تكون جزء من الحل وإنما فاعلا رئيسيا في التأزيم”.

كما شددت ماء العينين على “تحري المصداقية والموضوعية والتبين في لحظات الأزمة حيث يحدث الإغراق الإعلامي في فضاء مفتوح بدون تأطير وبدون قيم، قد يخلط بين الحق والزبد وبين الحقيقة والاختلاق فيضيع الناس ويتوهون”.

وترى ماء العينين بأنه “لا بديل عن الوضوح والتواصل المفيد وحرية التعبير والتأطير بالقيم، فانتقاد السياسات تعبير صادق عن الوطنية، والتحذير من مآلات الاختيارات الخاطئة لم يكن يوما تشفيا لأن الدولة ليست كيانا عاطفيا يطلب من الناس عدم التشفي، وإنما الدولة كيان مؤسساتي مؤطر بالقانون الذي يتوقع ويرتب الجزاءات على التوقعات”، مبرزة أن التشريعات لا تكاد تترك شيء إلا وتوقعته ووضعت له إطار المعالجة المطلوب وفق الدستور والقانون الذي آن الأوان لإعادة الاعتبار له.

تعليقات( 0 )