حرصت الصين على التوجه إلى المملكة المغربية من أجل الإستثمار في مجالات عدة خاصة التكنولوجيا والبنية التحتية في الوقت الذي يعزز فيه المغرب مكانته في الربط بين أوروبا وإفريقيا، فما هي أهم الأسباب التي دفعت بالصين لاختيار المغرب كوجهة مستقبلة لاستثماراتها؟
في هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي ياسين عليا إن توجه الصين إلى المغرب بشكل ملحوظ من أجل الاستثمارات الكبرى ناتج عن عدة أسباب يمكن إجمالها أولا في “ارتباط المغرب باتفاقية التبادل الحر خاصة مع دول الاتحاد الأوروربي والولايات المتحدة الأمريكية” مشيرا إلى أن الطرفين يفرضان إجراءات وعقوبات على الصين مما يجعلها تستعيض عن دورها بشكل مباشر إلى التوجه بشكل غير مباشر إلى المغرب، واعتماد مفهوم “صنع في المغرب” عوض صنع في الصين لتجاوز هذه العقوبات والعقبات التي تطرح.
وأضاف ياسين عليا أن السبب الثاني يتمثل في “نوع التسهيلات التي تُقدم في المغرب خاصة في قطاع مهم وهو قطاع صناعة السيارات”، مبرزا أن التجربة المغربية تفيد الصين في هذا المجال للتوجه أكثر نحو القرب من الأسواق القوية في قطاع صناعة السيارات” مشيرا إلى دول الاتحاد الأوروربي التي ستمنع السيارات المشتغلة بالوقود الحراري في أفق 2035.
وكسبب آخر لاستثمارات الصين بالمغرب أبرز المتحدث نفسه إلى “توفر المغرب على المادة الأولية التي يحتاجها في صناعة البطاريات وكذلك صناعة السيارات”.
ورأى الخبير الاقتصادي ياسين عليا “أن كل هذا يدفع بالصين إلى التوجه نحو المغرب من أجل الاستثمار وفتح قنوات الاستفادة من قربه الجغرافي ومن اتفاقية التبادل الحر ومن اليد العاملة الرخيصة نسبيا مقارنة بالعامل الصيني الذي ارتفعت كلفته خلال السنوات الأخيرة” إضافة إلى الاستفادة من “الطفرة الديموغرافية التي يشهدها المغرب حاليا كونه “يبلغ أعلى مستويات الكتلة الديموغرافية والساكنة النشيطة خلال السنوات الأخيرة مما يساعد جميع المستثمرين وليس المستثمرين الصينين فقط”.
وختم المصرح ذاته بالقول إن “الصين تفتح علاقاتها الاستثمارية مع المغرب في إطار محاولتها لتجاوز العقبات والعقوبات المفروضة عليها من طرف دول الاتحاد الأوروربي والولايات المتحدة الأمريكية”.
تعليقات( 0 )