ما قصة عيد الأضحى وآدابه في المغرب؟

يشكل عيد الأضحى، الذي يحل في العاشر من ذي الحجة من كل سنة، من المناسبات الدينية التي تحظى بقدسية كبيرة لدى المسلمين، قد تختلف تسمياته، ففي بعض المناطق يطلق عليه “العيد الكبير” وفي مناطق أخرى “عيد القربان”، لكن ما يجمع المسلمين من حول العالم هو حقيقة أن هذه المناسبة هي يوم ديني لأداء هذه الشعيرة المقدسة، والالتزام بآدابها، التي تجعل روابط التكافل والتضامن تتقوى، وصلة الرحم توصل.

قصة سيدنا إبراهيم:

تعيد شعيرة عيد الأضحى إلى الأذهان قصة سيدنا إراهيم الذي ترجى الله بأن يرزقه ولدا صالحا، فجائته البشرى ووهبه الله في سن 86 سنة “إسماعيل” عليه السلام، وحين كبر جاءت والده رؤية في المنام، حيث رأى أن الله يأمره أن يذبح ابنه، فقص رؤيته على إسماعيل عليه السلام، وما كان منه إلا أن أطاع أمر الله، فقال له “يا أبى افعل ما تؤمر وستجدني إن شاء الله من الصابرين”.

وحين جاءت لحظة ذبح سيدنا أبراهيم لابنه إسماعيل، أبى السكين أن يقطع، ففداه الله بكبش عظيم، أصبح بعد هذه القصة أضحية يقدمها جميع المسلمين إلى الله، ويلخص القرآن الكريم هذه القصة في آيتين من صورة الصافات، التي يقول فيهما الله عز وجل: “فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم”.

شروط الأضحية:

من المهم أن تتوفر مجموعة من الشروط في أضحية العيد، ومنها أن تكون من الأنعام، بمعنى أن تكون من الإبل، أو البقر، أو الغنم، سواء من الضأن والماعز. وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يضحي، ضحى بكبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجودين، فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أمته مَن شهد لله بالتوحيد.

وتجوز في الأضحية، الشياه التي أكملت 6 أشهر، والبقر التي أتمت العامين، كما أن الإبل التي أكملت 5 سنوات جائزة كذلك، ويشترط أيضا أن تكون خالية من العيوب، حيث أنه عَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، والْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، والْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، والْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي”.

آداب عيد الأضحى المبارك في المغرب:

ولا يقتصر عيد الأضحى على شعيرة الذبح فقط، بل ترافقها مجموعة من الآداب التي ما تزال تتشبث بها شريحة كبيرة من المجتمع المغربي، والتي يستحب أن يتحلى بها المسلمون قاطبة، ويتعلق الأمر بعدم قص من سيقوم بالذبح لشعره وأظافره، وذلك إذا بدأ شهر ذي الحجة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”.

ويعتبر التكبير المطلق بـ”الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”، من الآداب المستحبة، التي شرعها الإسلام بعد ثبوت هلال شهر ذي الحجة، إلى مغيب شمس آخر أيام التشريق، سواء في الأسواق أو البيوت والشوارع.

ويحبذ اغتسال الرجال وتطيبهم، قبل التوجه للمصلى من أجل أداء صلاة العيد، التي يستحب الذهاب إليها مشياً على الأقدام، بالإضافة إلى أن العديد من المغاربة يفضلون الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فيما يتعلق بمخالفة الطريق، من خلال الذهاب عبر طريق، والعودة عبر طريق آخر.

ولا يمكن أن يمر عيد الأضحى في المغرب، دون إرسال تهاني العيد إلى الأقارب والأصدقاء، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الواقع الذي تتبادل فيه العائلات صبيحة يوم العيد الزيارات والتهاني.

وتشمل آداب العيد كذلك عدم ذبح الأضحية إلا بعد انتهاء صلاة العيد، لقوله عليه السلام “من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح”، كما يتوجب على المسلم أن يأكل من أضحيته ويتصدق منها على المحتاجين والفقراء ويمنح نصيبا منها لأهله وأقاربه.

مقالات ذات صلة

جامعة محمد الخامس

تصنيف دولي يضع جامعة محمد الخامس ضمن الأفضل قارياً ودولياً

الإعدام

تقرير يكشف آثار عقوبة ’’الإعدام’’ على المحكومين وذويهم بالمغرب

ذكرى 16 ماي.. أحداث أليمة صنعت منظومة أمنية مغربية متطورة

مزور: المغرب اختار الانتقال إلى السرعة القصوى في مجال الطاقات المتجددة

طقس حار نسبيا مع توقعات بسقوط أمطار ضعيفة بالمملكة

ما قصة “يجب تدمير قرطاج” المكتوبة على قميص مارك زوكربيرغ في عيد ميلاده ال40؟

ناجية مغربية من جحيم “ميانمار” تحكي كواليس تعذيبها

ملهمة.. ما قصة ويلما رودولف من فتاة مشلولة إلى أسرع امرأة في العالم؟

اختناق عشرات التلاميذ في الدار البيضاء.. معمل قريب ينفي صلته والسلطات تُحقق

مجلس الجالية: وثائقي “مورا هنا” يستعيد ذاكرة عمال المناجم المغاربة في فرنسا

تزامنا مع عملية “مرحبا”.. الحكومة الإسبانية تعلن توصيات للتعامل مع حيتان الأوركا

ميراوي

ميراوي لسفيركم: حضور الشباب بمعرض الكتاب يدحض كل التصورات

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)