باشر قضاة المجلس الأعلى للحسابات التدقيق بشأن اختلالات مرتبطة بتنفيذ صفقات عمومية من قبل جماعات ترابية في عدد من جهات المملكة، وفق ما أكدته مصادر متطابقة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الأمر يتعلق بجهة الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة ومراكش-آسفي، حيث ركزت مهام التدقيق المجراة على هامش عمليات تفتيش دورية بالمناطق المذكورة، على اختلالات إنجاز مشاريع من قبل بعض الجماعات دون الاعتماد على دراسات تقنية مسبقة تحدد كميات وشروط تنفيذ الاشتغال وضمانات الجودة، وعدم تتبعها ومراقبتها بشكل دقيق، عبر المصالح التقنية المختصة بالمرافق الجماعية.
واستند قضاة المجلس الأعلى للحسابات، على تقارير سابقة منجزة من قبل المفتشية العامة للإدارة الترابية، تضمنت مجموعة من الملاحظات حول الاختلالات الممارسة بالجماعات الترابية للمملكة.
وتكبد هذه الاختلالات ميزانيات الجماعة خسائر مالية مهمة، حيث إن التحملات الإضافية ترتبط غالبا بغياب دراسات تقنية ومالية واقتصادية كان يفترض أن تستبق المشاريع، وتمنح تقديرا لحجمها وتكلفتها، لتحدد مردوديتها على الأمدين القصير والطويل.
وأفادت المصادر ذاتها أن المفتشين رصدوا قبول بعض الجماعات عروضا منخفضة بطريقة غير عادية بخصوص بعض الصفقات، خصوصا أن بعضها جاء أقل بأكثر من 25 في المائة عن المعدل الحسابي الناتج عن الثمن التقديري ومعدل العروض المالية للمتنافسين الآخرين، وذلك دون إلحاق مقرر معلل بمحاضر الجلسات يبين التوضيحات والتبريرات المقدمة من طرف أصحاب العروض.
وكشفت هذه الخروقات عن شبهات علاقات بين رؤساء جماعات وأرباب مقاولات استفادوا من صفقات، مقابل عمولات وامتيازات للحصول على صفقات في مجالات نشاط أخرى بواسطة المقاولات ذاتها.
وتصطدم العدوي بمقاومة الأحزاب لتقارير مجلسها ورفضها التسليم بمضامينها، معتبرين أن فيها إلحاقا بالضرر لتنظيماتها، ولعل آخر تعبيرات هذا الرفض انتقادات الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقرات الشعبية لتقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي أقر بصرف الحزب للدعم العمومي المتعلق بالدراسات، في دراسات آلت إلى مكتب خبرة غامض في ملكية ابن الكاتب الأول للحزب وعضوين من مكتبه السياسي.
وسبق أن أكدت الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، عن استقلالية الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة، قائلة:”إن هذه الاستقلالية ليست مجرد ميزة مؤسسية، بل هي ضرورة حتمية لاضطلاع هذه الأجهزة بمهامها وإحداث الأثر لأشغالها على أرض الواقع”.