اقترح مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية في تقريره السنوي الذي صدر مؤخرا، “إحداث وكالة مغربية للعمل الثقافي بالخارج” بهدف توحيد وتعزيز الجهود الثقافية الموجهة إلى الجالية المغربية في مختلف أنحاء العالم.
وحسب التقرير الذي اطلعت عليه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، فإن هذه المبادرة تأتي استجابة لحاجيات المغاربة في المهجر، وخاصة الأجيال الجديدة، لتعريفهم بثقافتهم وهويتهم الوطنية وحمايتهم من التطرف والتشدد.
واقترح المركز إحداث هذه الوكالة عبر مرسوم حكومي، وتكون بمثابة حلقة وصل بين مختلف المؤسسات الثقافية والمبادرات التي تخدم مغاربة العالم. كما ستعمل الوكالة على تنسيق وتنفيذ استراتيجيات ثقافية مندمجة، تساهم في تعزيز روابط الجالية المغربية مع وطنها، ورفع جودة البرامج الثقافية المقدمة في دول الإقامة.
وفي هذا السياق، سيتضمن عمل الوكالة، حسب المقترح، نشر الثقافة المغربية بتنوعها، وتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع الفني والأدبي. كما سيكون لها دور أساسي في إبراز التراث الثقافي المغربي وإيصال قيم التسامح والتعايش التي تميز المجتمع المغربي.
وأكد المركز في تقريره على ضرورة التنسيق بين الوزارات المعنية، بما في ذلك وزارة الشؤون الخارجية، وزارة الثقافة، ومؤسسات المجتمع المدني، لتحقيق أهداف الوكالة في تسليط الضوء على الثقافة المغربية وتعزيز إشعاعها الدولي.
كما أشار التقرير إلى أن إنشاء هذه الوكالة يتماشى مع التعليمات الملكية التي تضع الثقافة في صلب أولويات التنمية البشرية والاقتصادية للمملكة.
يُذكر أن الملك محمد السادس قد أشار في عدة مناسبات إلى أهمية الثقافة في تعزيز التلاحم الوطني، حيث اعتبرها “مرآة هوية الأمة وأصالتها”، مؤكدا على ضرورة توجيه الجهود الثقافية نحو دعم المغاربة المقيمين بالخارج، خاصة الشباب منهم، وتعميق ارتباطهم بوطنهم الأم.