نظمت جمعية الصداقة للمنتخبين الفرنسيين والمغاربة “Cercle Eugene De La Croix”، أول أمس الخميس 28 نونبر 2024، في مجلس الشيوخ الفرنسي بالعاصمة باريس، المنتدى الثالث للمنتخبين الفرنسيين والمغاربة، تحت شعار “رؤى متقاطعة حول الانتقال البيئي”، من أجل مناقشة عمق العلاقات المغربية الفرنسية، وذلك بحضور مجموعة من الشخصيات الوازنة من البلدين، وعلى رأسهم السفيرة المغربية في الجمهورية الفرنسية سميرة سيطايل.
وأوضح روجي كاروتشي، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، في تصريح قدمه لموقع سفيركم الإلكتروني، أنه لم يكن ممكنا تخيل علاقات مغربية فرنسية دون الاعتراف بقضية الصحراء المغربية، التي وصفها بأنها مسألة “واضحة” و”لا جدال فيها”، معربا عن سعادته بالزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إلى المغرب بعد اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء.
وفي هذا الصدد، قال روجي “الأمور واضحة، لقد قضيت سنوات وأنا أدافع، مع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، على أن الاعتراف بالوحدة الترابية للمغرب هو أساس أي علاقة ممكنة بين البلدين، وكان من غير المنطقي أن لا تعترف فرنسا بمغربية الصحراء، في وقت نال فيه المغرب اعتراف الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا. لذلك، بالنسبة لي، الأمور واضحة للغاية: مغربية الصحراء أمر لا جدال فيه. وقد كنت سعيدا مؤخرا عندما اعترف رئيس الجمهورية الفرنسية بذلك في يوليوز الماضي وزار المغرب ليعلن ذلك مباشرة لجلالة الملك”.
ومن جانبه، اعتبر أرفي مارساي، نائب رئيس مجموعة الصداقة فرنسا-المغرب بمجلس الشيوخ، أن روابط الصداقة بين منتخبي البلدين وسيلة مهمة لتعزيز العلاقات المغربية الفرنسية، قائلا: “أنا على دراية جيدة بجمعية الصداقة للمنتخبين الفرنسيين والمغاربة، حيث تربطني علاقات وطيدة مع العديد من الأصدقاء والمسؤولين المنتخبين فيها، كما أحتفظ بعلاقات إيجابية مع “سالابوردي” والمسؤولين المنتخبين في الجمعية، ومع ذلك، يجب أن نؤكد أن الصداقة وحدها ليست كافية؛ بل هي وسيلة لدعم وتعزيز العلاقة بين فرنسا والمغرب”.
وأضاف المتحدث ذاته قائلا: ” أشغل في مجلس الشيوخ الفرنسي، منصب نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية، وهي مهمة عملنا من خلالها لفترة طويلة على تقوية الروابط بين البلدين. كما تعلمون، العلاقات الدولية، كالعلاقات الشخصية أو الأسرية، تمر أحيانا بفترات من التوتر وأخرى من الانسجام. شعرنا بالحزن عندما تراجعت العلاقات بين فرنسا والمغرب، لكننا كنا في غاية السعادة عندما أثمرت جهودنا، بالتعاون مع رئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه وجمعية “سيركل أوجين دو لا كروا”، عن تقارب جديد. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية للمملكة حيث استقبله جلالة الملك بكل حفاوة”.
أما فاطمة الكيلي؛ نائبة عمدة Rouen فقد قالت: “مشاركتي في هذا المنتدى ترتبط ارتباطا وثيقا بالموضوع، كوني مسؤولة بيئية منتخبة. فأنا أعمل يوميا على تحقيق التحول البيئي لصالح منطقتي، بما في ذلك مدينة روان والمنطقة الحضرية المحيطة بها”.
من جانبه، لفت صلاح بوردي؛ رئيس جمعية الصداقة للمنتخبين الفرنسيين والمغاربة، إلى أن هذا المنتدى يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي كان قد نُظم بعضها في المغرب، والتي ترمي إلى تعزيز التبادل بين المنتخبين، حيث قال: “بدأنا في جمعية “Cercle Eugene De La Croix” لجمع المنتخبين في فرنسا والمغرب، من أجل عقد لقاءات بينهم من شأنها أن تعزز تبادل الآراء والأفكار حول مواضيع مهمة، وعقد علاقات صداقة بينهم، حيث قمنا بعقد اللقاء الأول في مدينة الدار البيضاء حول الجهوية المتقدمة، واصطحبنا معنا ما مجموعه 103 مرشحا، أما الثاني فقد في نظم في مدينة الصويرة ببيت الذاكرة بحضور السيد أندري أزولاي، حول محاربة السيدا”.
واستطرد أن هذا المنتدى الذي يعد اللقاء الثالث من سلسلة اللقاءات هذه، وجه الدعوة لمجموعة من الشخصيات المغربية للحضور والمشاركة في هذه الفعالية، مبرزا أن القاعة كانت مملتئة عن آخرها بالمنتخبين الذين ناقشوا مستقبل الكوكب ومسألة الموارد المائية والطاقية.
فيما ذكر مجيد الركاب؛ نائب سابق بالبرلمان الفرنسي، في تصريح مماثل، أن موضوع هذا الملتقى الذي تميز بحضور وازن والذي تمحور حول الانتقال البيئي، يعكس قضايا راهنية كانت حاضرة بقوة في الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى المملكة، قائلا: “اليوم، وفي النسخة الثالثة لهذا المنتدى، عملنا بشراكة مع جمعية “سيركل أوجين دو لا كروا” بقيادة السيد صلاح بوردي، وبالتنسيق مع كافة الأعضاء، على اختيار موضوع يعكس القضايا الراهنة ويشجع على تبادل الأفكار بين المسؤولين المنتخبين في فرنسا والمغرب حول قضية محورية”.
وأردف المتحدث ذاته: “هذا الموضوع، الذي كان في قلب زيارة رئيس الجمهورية للمغرب قبل شهر، تمحور حول الانتقال البيئي، إذ اجتمع مسؤولون محليون من كلا البلدين، من رؤساء البلديات ونوابهم إلى رؤساء المجالس الإقليمية والجهوية، من الداخلة إلى ليل، لبحث السبل العملية لتحقيق الانتقال البيئي في حياة المواطنين اليومية وفي مجتمعاتهم”.
وأضاف مجيد الركاب أن المنتدى شهد “نقاشات غنية ومثمرة عبر ثلاث طاولات مستديرة، بمشاركة خبراء من مجالات متنوعة، من بينهم ممثلون عن القطاع المالي، ومتخصصون في مجال الهيدروجين، ومزارعون، وشخصيات مثل زينب زينبير التي قدمت مداخلة في هذا الإطار، كما شارك السيد رويسي ممثلا عن “التجاري وفا بنك”، والسيد أحيزون من شركة “أرما” المتخصصة في إدارة النفايات”.
وأتاحت هذه النقاشات، بحسبه، فرصة استثنائية لتبادل الرؤى والأفكار المختلفة، التي يمكن أن تمهد الطريق نحو وضع أسس التعاون المستقبلي في مجالات اللامركزية والتنسيق بين البلدين.
وخلص بيير فريديريك؛ عمدة مدينة “Dreux”، بالقول “تشرفت بدعوتي للمشاركة في هذا المنتدى الرائع للحديث عن الطاقة المتجددة، وبالتحديد عن مجموعة GEDIA التي نملك فيها 52% من الأسهم، والتي تحقق مبيعات سنوية تصل إلى 168 مليون يورو، كما تسعى المجموعة بشكل مستمر إلى الاستثمار في المغرب ضمن إطار المشروع الكبير الذي يهدف إلى تخصيص مليون هكتار للطاقة المتجددة (ONR)، نحن حاليا نعمل على هذا النوع من المشاريع، لا سيما وأن المغرب يمثل نموذجا مميزا في هذا المجال، إذ أن تنفيذ مشروع بهذا الحجم وبهذه السرعة وبهذا الحماس يعد أمرا رائعا بالنسبة لنا في أوروبا”.