شهدت مدينة مكناس، إسدال الستار على فعاليات مهرجان الدراما التلفزية في دورته الـ14 وذلك بحفل ختامي أمس الثلاثاء، احتفى برواد الدراما المغربية وأعمالهم التي تألقت على الشاشات خلال السنة المنصرمة.
افتُتِح الحفل بوصلات موسيقية تراثية أدّتها فرقة عيساوة، التي تمثل أحد أبرز وجوه التراث الفني للعاصمة الإسماعيلية، مما أضفى على الأجواء طابعا روحيا تقليديا جسّد هوية المدينة وعمقها الثقافي.
وقد ألقى الفنان إدريس الروخ، رئيس لجنة تحكيم فئة المسلسلات، كلمة أكد فيها على جودة وتنوع الأعمال التي عرضت خلال هذه الدورة، تلاه رئيس لجنة تحكيم فئة الأفلام، الدكتور خالد أمين بكلمة عبّر من خلالها عن إعجابه بالمستوى الفني الذي وصلت إليه الدراما المغربية، وبالطاقات الإبداعية التي أبانت عنها العديد من الأسماء الجديدة والراسخة.

وشهد الحفل توزيع جوائز تكريمية، حيث نالت الفنانة سكينة درابيل جائزة أفضل ممثلة، فيما مُنحت جائزة أفضل ممثل مناصفة بين ربيع الصقلي وطارق البخاري، نظير تميزهما اللافت في الأداء.
وفي صنف الأعمال التلفزية، تُوج فيلم “مازال الحال” بجائزة أفضل سيناريو للكاتبة مريم إدريسي، بينما ذهبت جائزة الإخراج إلى المخرجة ضحى مستقيم عن فيلمها “عايشة أولى سهيلة”، في حين فاز فيلم “الأنونيم” بجائزة أفضل عمل تلفزي.
أما على مستوى المسلسلات، فقد حصد مسلسل “الشرقي الغربي” جائزتين هامتين، هما أفضل إخراج وأفضل أداء جماعي، وهو ما يعكس تميّز هذا العمل على مختلف الأصعدة الفنية. وذهبت جائزة الإبداع الفني إلى مسلسل “جرح قديم”، فيما نال مسلسل “كرفاف”، من إخراج يونس الركاب، تنويها خاصا من لجنة التحكيم تقديرا لقيمته الفنية والثقافية.
كما منحت اللجنة جائزة خاصة للمسلسل الأمازيغي “إليس نوشن”، في تأكيد على انفتاح المهرجان على التنوع اللغوي والثقافي الذي تزخر به الدراما الوطنية. وبرز مسلسل “على غفلة” كأفضل عمل درامي لهذه السنة، بفضل مقاربته الإنسانية والواقعية.
ولم يُغفل المهرجان الجانب الفكري في الكتابة التلفزية، إذ فازت مريم جهان بحار بجائزة أفضل سيناريو عن مسلسلها “أنا وانتِ”. كما كانت جائزة أفضل فكرة من نصيب المسلسل الكوميدي الأمازيغي “واد دود تيسرا”، فيما تُوّج مسلسل “مبروك علينا” بجائزة أفضل عمل كوميدي، نظراً لتفرده في المعالجة وضحكته الهادفة.
ووفق تصريحات متفرقة للفناني المشاركين، فإن هذه الدورة من مهرجان مكناس للدراما التلفزية برهنت على دينامية المشهد الدرامي المغربي، وعلى الدور الحيوي الذي تلعبه المدينة كمركز إشعاع ثقافي وفني.
كريم حدادي