يقود النظام الجزائري، حملة واسعة بأدغال إفريقيا، خاصة في الدول التي لم تبدي بعد اصطفافها بجانب المغرب، عبر الإغداق بملايين الدولارات، من خلال شراكات اقتصادية، ومساعدات مالية، على حكوماتها التي تقف بعيدا عن نزاع ’’الصحراء المغربية’’.
وتأتي تحركات النظام الجزائري، في ظل الدينامية الكبيرة التي تعرفها قضية الصحراء، والاعتراف المتزايد للدول الإفريقية بالمشروع المغربي الرامي إلى وضع حد لهذا النزاع الذي دام طويلا، خاصة بعد الدعم الأمريكي، والإسباني، والفرنسي مؤخرا، بالإضافة إلى القوى الاقتصادية والسياسية العالمية.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام فرنسية، أن ’’الاستراتيجية الجزائرية الجديدة منصبة على تعزيز التعاون الاقتصادي وتقديم المساعدات المالية وتكثيف الاتفاقيات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والقضائية. وتستهدف هذه الاستراتيجية إلى تشكيل جبهة من الدول داخل الاتحاد الإفريقي لفرض موضوع إنهاء الاستعمار في الصحراء على قائمة جدول الأعمال في أهم الاجتماعات الدبلوماسية والأمنية للاتحاد الإفريقي’’.
ويسعى نظام ’’تبون وشنقريحة’’، إلى دس السم في العسل، عبر ربط قضية الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية، بعدما تلقى المسؤولون الجزائريون، تعليمات بضرورة إجراء المقابلات الصحفية وإعطاء التصريحات الإعلامية، للحديث عن’’مأساة غزة مع الحجم غير المسبوق لجرائم الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين ومقارنتها بقضية الصحراء’’.
ووفقا لمصادر “مغرب-أنتلجونس”، فإن هذه الاستراتيجية ’’تهدف وضع السجاد الأحمر وتخصيص استقبال حار واستثنائي لرؤساء الدول التي لم تعترف بعد بمغربية الصحراء. وقد بدأت هذه الاستراتيجية، بالفعل، في 28 فبراير الماضي مع الاستقبال الاستثنائي الذي خصصه الرئيس عبد المجيد تبون ل”فيليب جاسينتو نيوسي”، رئيس جمهورية الموزمبيق، إحدى الدول الإفريقية التي تدعم قضية البوليساريو’’.
وكشفت المصادر نفسها، أن السلطات الجزائرية تعمل على جدولة زيارات العديد من رؤساء الدول الآخرين، ومن بينهم رؤساء تنزانيا، وغانا، وزيمبابوي، وكينيا، بالإضافة إلى ناميبيا. وهي البلدان التي لم تبادر بعد إلى الاعتراف بمغربية الصحراء.
تعليقات( 0 )